تدريب عملي احترافي وعلاج مجاني للمرضى.. كلية طب الأسنان تخرّج 800 طالب ماجستير سنوياً
تشرين- إلهام عثمان:
حقّقت كلية طب الأسنان في جامعة دمشق سمعة طبية كبيرة على مستوى العالم العربي والعالم، وجاء التميز نتيجة أمرين مهمين، أولهما اعتماد اللغة العربية للتدريس، والتدريب العملي المباشر للطلاب على مرضى فعليين تحت إشراف أساتذة مختصين، ما حقّق نتائج علمية يشهد لها تفضيل طبيب الأسنان السوري في معظم دول العالم، وتفضيل الكثير من المغتربين والعرب مداواة أسنانهم في سورية، وكذلك تحقيق العلاج المجاني للمرضى بجودة مرتفعة…
تبيّن الدكتورة شذى قنوط رئيسة قسم التعويضات الثابتة، أنّ ما يميز كلية طب الأسنان على الصعيد المحلي والعربي، أنّ تكلفة العلاج والمداواة مجانية للمريض، وفي حال استدعت حالته تعويضات متحركة أو ثابتة، من تيجان، جسور وإبر تخدير وما إلى ذلك من مستلزمات، فتكون تكلفتهاعلى المريض.
ومن جهة آخرى تكمن منفعة طالب الطب بزيادة خبرته، فلكل حالة خصوصيتها، المرونة في العمل، التعامل بشكل أسهل مع الحالة المرضية مع العينات، السرعة، الإتقان، الثقة بالعمل والنفس، نتيجة الممارسة المتكررة ولمدة ٥ سنوات من التدريب لنيل العلامة الجيدة.
ولفتت قنوط إلى أنّ طلاب الماجستير يحق لهم استلام حالة مرضية ليطبقوا عليها بشكل مباشر، وهذه الميزة فقط في سورية من دون الجامعات الدول العربية الأخرى، التي يتدرب فيها الطالب على نموذج من البلاستيك، ويتم ذلك بإشراف طالب دكتوراه وأستاذ.
الحالات المُنجزة
تشير شذى هناك بعض الحالات المرضية معقدة جداً، لم يتم استلامها في العيادات الخارجية من قِبل أي طبيب، نظراً لصعوبة التعامل معها وعلاجها وتفاقم الحالة، من هذه الحالات شاب عمره ٣٤ سنة، جاء في حالة يُرثى لها، تطلبت فترة علاجه وقتاً طويلاً بسبب تعقد حالته، ابتداء من المراحل الأولى من معالجة وتنظيف اللثة، سحب عصب، بناء الأوتاد وقلوب وغيرها، وصولاً للمراحل الأخيرة من تلبيس تيجان وجسور.
مؤكدة وجوب بناء ثقة متبادلة بين الطبيب المتدرب والمريض، فلا يحق للمتدرب أن يخطيء طبياً، بينما يمكن تدارك الغلط البسيط والصغير ليتعلم الطالب من خطئه.
وفي سياق متصل التقت “تشرين” بحالة مرضية آخرى (ج،ن) عمرها ٥٤ عاماً، والتي بيّنت أنها خضعت للعلاج في العيادات الخاصة، ولم تتلقَ العلاج كما يجب، ما أدى لتعفن والتهاب كبير في اللثة، من ثم تجريف اللثة، ليصل لتآكل العظم ثمّ الجيوب.
وتضيف (ج.ن) وبعد هذه التجربة المريرة، بدأت منذ سنة العلاج في كلية طب الأسنان، بإشراف كادر طبي متكامل من جميع الاختصاصات من طلاب الدراسات العليا، فخضعت لـ(٣) عمليات جراحية، أولها ترميم فك، ثم تركيب ورفع عظم رفع جيب، و٣ زرعات في الفك بتكلفة مليونين للزرعة الواحدة، في حين تبلغ تكلفتها في العيادات الخارجية ٥ ملايين لذات النوع من الزرعات.
الاختصاص للمتميزين:
وأشارت قنوط هناك أكثر من ٨٠٠ طالب ينهون درجة الماجستير في السنة الواحدة، وبتوجيه من رئاسة الجامعة يحق فقط للثلاثة الأوائل من طلاب الماجستير المعيدية، حيث يختار الطالب القسم الذي يناسبه، فيتابع الماجستير والدكتوراه ويبقى طالب أستاذ ومعيداً في نفس الكلية فيوفد داخلياً، وبسبب الأزمة أصبح الإيفاد الداخلي أكثر من الخارجي.
من جهتها بيّنت الطالبة روزا عساف، أن الاختصاص يحتاج إلى شروط معينة ومعدل عالٍ، امتحان وطني،علامة للامتحان الوطني، وعلامة تراكم لخمس سنوات دراسة.
الصعوبات
نوهت قنوط ببعض الصعوبات سببها الطلاب مثل المحافظة على نظافة المكان، والكراسي والسبب صعوبة استبدال الكراسي عند تلفها أو تعطلها، وعددها كبير، ٦٠ كرسياً في كل عيادة، أي ١٠٠٠ كرسي في كلية الطب كاملة، بالإضافة لأسعارها الباهظة.
أضف لعدم توافر المواد الاستهلاكية كالسابق، حيث كانت تقوم الكلية سابقاً بتوفير المخدر، الكمامات، محارم، كفوف، أما اليوم فاختصرت إلى الكمامات أو المحارم فقط.
ويعود السبب لارتفاع أسعار المواد المستهلكة، مقارنة مع تدني الميزانية المرصودة للكلية، بسبب الأوضاع الاقتصادية الحالية .
مزاولة المهنة:
وعن كيفية ممارسة المهنة بعد التخرج، أوضح منصور عمار ماجستير سنة أولى أن طلاب السنة الخامسة ليس لديهم رخصة مؤقتة لمزاولة المهنة، وأنهم يوقعون عقداً مع الكلية كطلاب دراسات عليا موجودين بشكل يومي ولمدة سنتين في المشفى، و المطلوب خلال هذه الفترة من طالب الماجستير عدة حالات منجزة، وفي حال النقص بالمواد الطبية يتوجه الطالب لرئيس قسمه الذي بدوره يكلف شخصاً بتأمين تلك النواقص على حساب الجامعة، كلّ حسب اختصاصه، وليس من حق المتدرب الغلط الطبي، بينما يمكن تدارك الغلط البسيط.