حبّة القمح وقصة رغيف الخبز.. هل تشفع لأصحاب الحيازات الصغيرة؟
تشرين:
أينما ولّيت وجهك في الساحل والداخل، تبهرك سجادات خضراء تتخللها مساحات ذهبية محدودة تغطي أراضي القرى، تزينها الحصادات التي تبدو كقطع خضراء صغيرة عائمة على صفحتها الصفراء.
يرتبط محصول القمح بالأمن الغذائي ولقمة عيش المواطن وفي ظل الظروف الاقتصادية الصعبة تنصب جميع الجهود والتسهيلات والقرارات والتعاميم المتعلقة بتسويق محصول القمح نحو استلام أكبر كمية من المحصول الذهبي.
وتبدو أجمل اللحظات في حياتنا هي تلك التي نعيشها في الحقول هذه الأيام، ففي وقت مبكر يتم تجهيز الحصادات.
ورغم الفرحة العارمة، لم يخف بعض الفلاحين غصتهم ليس فقط من أسعار شراء الحبوب لهذا الموسم التي لا تتوافق مع تكاليف الإنتاج الكبيرة أو أسعار محصولي القمح والشعير المحددة في مراكز تسليم القمح أو لدى مؤسسة الأعلاف الحكومية، وإنما من الصعوبات في نقل إنتاج الحيازات الصغيرة من الأقماح ما دفع فلاحي هذه القرى إلى التشارك في نقل محصولهم.
إلا أن أجهزة بعض المحافظات وضعت لهم العصي في الدواليب وبدل استلام القمح وتقديم التسهيلات أساءت إليهم وعرقلت عملهم !
وأكد البعض حرصهم على تسليم المحصول إلى المؤسسات الحكومية لأن بيع محصول القمح للتجار أو الجهات الأخرى وعدم بيعه للمؤسسات العامة يهدد رغيف الخبز ولقمة عيش المواطن، وكذلك عدم تسليم الشعير يهدد قطاع الثروة الحيوانية باعتبار أن مؤسسة الأعلاف تقوم خلال فصول السنة بافتتاح دورات علفية للثروة الحيوانية بكل أنواعها وأشكالها وبأسعار رخيصة مقارنة بأسعار الأسواق السوداء.
وفي جولة لـ«تشرين» على بعض القرى، حيث يتم حصاد حيازات صغيرة ومحدودة، لفت بعض الفلاحين إلى صعوبات نقل إنتاج الحيازات الصغيرة إلى مراكز الاستلام بسبب التكاليف المرتفعة ما دفع الفلاحين إلى التشارك في تجميع هذه الكميات ونقلها بشكل مشترك إلى المراكز المعنية، إلا أن أجهزة المتابعة العائدة للمحافظة، اعتبرت هذا الخيار “ارتكاب” ووضعتهم أمام حتمية عقوبات وغرامات تكسر الظهر.. أي عاقبتهم على النقل الجماعي.
ما دفع هؤلاء الفلاحين إلى الشكوى لصحيفتنا و المطالبة بالتسهيلات فيما يخص الكميات القليلة وتذليل العقبات والصعوبات التي يمكن أن تواجه عملية التسويق، وتسخير كل ما من شأنه خدمة عملية التسويق وذلك من خلال تحفيز العمل التشاركي بين جميع المكونات عامةً كانت أم خاصةً.
تجدر الإشارة إلى أنه بهدف دعم الفلاحين واستلام أقماحهم، تم الاتفاق على استلام الأقماح من فلاحي بعض المناطق على الهوية الشخصية، كما أن الحرص على كل حبة قمح يتطلب بذل أقصى الجهود ووضع كل الإمكانات في المؤسسات المعنية كـ:(السورية للتجارة والمخابز وعمران والحبوب) من أجل نجاح عملية استلام الأقماح وتقديم كل الدعم اللازم للفلاح.
وهنا يأتي دور اللجان وأجهزة المحافظات والمحافظين بتيسير عمل الفلاحين وتجنب الروتين الذي يعوق أو يؤخر استلام المحصول وضرورة التعاون بين الوزارات المعنية واتحاد الفلاحين لضمان استلام إنتاج القمح بالكامل والتعامل بمسؤولية كاملة لتنفيذ القرارات ومنع أي تجاوزات أو خلل في عملية الاستلام ودفع مستحقات الفلاحين دفعة واحدة ومن دون تأخير.
يذكر أن أجهزة المتابعة في المحافظات.. مهمتها معالجة كل القضايا التي تحصل أثناء موسم القمح وتسهيل عمليات التسويق، ومن شأنها اتخاذ إجراءات آنية لتسهيل عملية استلام الأقماح، حرصاً على شراء كل حبة قمح، إضافة إلى أن الدولة حريصة على تأمين جميع الكميات من الدقيق والقمح بكميات كافية ولفترات طويلة..
بعض المرونة مطلوبة من كل الجهات المعنية بتأمين بيئة مناسبة لاستلام محصول القمح، ولانظن أن أسلوب الزجر والتخويف لايجدي نفعاً..