ترجمة الأقوال إلى أفعال  ..!

جميعنا يدرك حجم الأعباء والمعاناة الكبيرة التي حملتها الحكومات المتعاقبة خلال سنوات الأزمة، نتيجة فقدان الموارد وسرقتها من قبل العصابات الإرهابية المسلحة والدول الداعمة لها، الأمر الذي أوجد هيكلية إدارية وإنتاجية غير قادرة على تأمين المطلوب وفق اتجاهين أساسيين، هما المعيار الحقيقي لنجاح الحكومة، الأول يكمن في معيشة الناس وتحسين مستوى الرواتب والأجور، والثاني هو نتيجة حتمية للأول يكمن في زيادة وتعظيم قوة الإنتاج، التي تفتح آفاقاً متجددة تنشط من خلالها سوق العمل واستيعاب الوافد
إليها من الطاقات الشابة، ونحن في وضعنا المتأزم نتيجة تبعات ظروف الأزمة ومعاناتها التي فاقت كل تصور، يفرض الكثير من الأسئلة حول الإجراءات التي أعلنت عنها الحكومات المتعاقبة، دون إحداث أي خرق إلى الأمام، وإحداث نوع من التعافي الاقتصادي على كل الجبهات نتيجة ظروف الحرب، وسرقة الموارد والتلاعب بمقدرات الدولة وحاجات المواطنين، إلى جانب أمر لا يقل أهمية عما ذكر يتعلق بالروتين، والعمل الإداري الذي يختبئ خلف سلطة القانون وشخصنتها حسب المصالح الضيقة، وبالتالي أمام هذا الواقع لابد من إحداث خرق في جدار الأزمة الاقتصادية والاجتماعية، التي نعيش تفاصيلها بصورة يومية، والمتغيرة في أسبابها على مدار الساعة، والتي فرضت بدورها انعكاساً سلبياً على الأسعار وخاصة المرتبط بالمعيشة اليومية، والأهم أن مكونات هذا الخرق مرتبطة بتوافر ظروف مناسبة، تسمح بتنشيط سوق العمل، ترتكز مقوماتها على تعزيز قوة الإنتاج المحلي بأشكاله المختلفة “الإنتاجي منها والخدمي” مربوطة بقطاعات أخرى داعمة لها، ولاسيما قطاع الحِرف والمشاريع الصغيرة، إلى جانب تقديم كل الإجراءات التحفيزية التي تؤمن عنصر المنافسة وتعزز قوتها في الأسواق، في مقدمة هذه المحفزات تأمين مستلزمات الإنتاج  بتكلفة مخفضة، مع مراعاة الرسوم المفروضة، وتقديم التسهيلات المصرفية، و مصادر التمويل بشروط بعيدة عن لغة التعجيز..!
هذا ضمن التكلفة والمحفزات، أما الجانب الثاني من مقومات تعزيز قوة الإنتاج المحلي، فإنه يحمل الكثير من مفردات التعزيز منها على سبيل المثال لا الحصر: الاهتمام بقطاع المشروعات الصغيرة والمتناهية في الصغر، وتأمين الحماية لها وتقديم كل أشكال الدعم التي تؤمن استمرارية عملها، وتطويرها بصورة تتناسب مع ما هو مطلوب لتوافر أسباب التعافي للاقتصاد الوطني والخروج من معاناته، لكن دون أن ننسى قطاع الحاضنات الذي يرعى رواد الأعمال، واستثمار المواهب الشابة ودعمها لتوليد فرص عمل واعدة تستوعب القادم لسوق العمل من جهة، وتساهم في تعظيم قوة الإنتاج من جهة أخرى ..
هذه إجراءات اتخذتها الحكومات المتعاقبة، إلى جانب الكثير من الإجراءات، إلا أن الأفعال على أرض الواقع لم تكن بحجم الخطر الذي يداهم أسواقنا المحلية، وأفقد القوة الشرائية قدرتها على التعاطي مع مستجدات الأسواق وارتفاع أسعارها، إلى أن وصلت إلى حالة التضخم التي لم يشهدها بلدنا منذ مئات السنين ..!
فهل تفعلها الحكومة الحالية وتترجم الأقوال إلى أفعال، وخاصة الإنتاج ومعيشة المواطن ..؟!

Issa.samy68@gmail.com

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار
«صحة الحسكة» تتسلم شحنة جديدة من الأدوية "الزراعة" تعتمد أربعة أصناف جديدة من التفاح وتدعو للتشارك مع القطاع الخاص لإنتاج البذور رئاسة مجلس الوزراء توافق على مجموعة من توصيات اللجنة الاقتصادية المرتبطة بتقديم وتحسين واقع الخدمات في عدد من القطاعات بقيمة تجاوزت تريليون ليرة.. 28 مليون مطالبة مالية عبر منظومة الشركة السورية للمدفوعات الإلكترونية أميركا تعود إلى مسار «اليوم التالي» بمقايضة ابتزازية.. و«كنيست» الكيان يصوّت ضد الدولة الفلسطينية.. المنطقة مازالت نهباً لمستويات عالية المخاطر مع استمرار التصعيد شهادتا تقدير حصاد المركز الوطني للمتميزين في المسابقة العالمية للنمذجة الرياضية للفرق البطل عمر الشحادة يتوج بذهبية غرب آسيا للجودو في عمّان... وطموحه الذهب في آسيا مسؤول دولي: أكثر من ألف اعتداء إسرائيلي على المنشآت الصحية في قطاع غزة برسم وزارة التربية.. إلى متى ينتظر مدرسو خارج الملاك ليقبضوا ثمن ساعات تدريسهم.. وشهر ونصف الشهر فقط تفصلنا عن بدء عام دراسي جديد؟ إعلان نتائج انتخابات مجلس الشعب للدور التشريعي الرابع.. القاضي مراد: الانتخابات جرت بإشراف قضائي كامل بدءاً من الترشيح وحتى إعلان النتائج