المساحات الخضراء
أنجزت جامعة دمشق في إطار أبحاث التنمية المستدامة 210 أبحاث في العام المنصرم، وكان الهدف الثالث من أهداف التنمية هو أكثر الأهداف التي حققتها الجامعة هذا العام، وفق البيانات البحثية لقاعدة بيانات SciVal.
ويعزي المعنيون والمتابعون ذلك إلى سياسة التحول الرقمي والخدمات الصحية للمشافي الجامعية، ولاسيما مشفى البيروني.
وينص الهدف الثالث على ضمان تمتع الجميع بأنماط عيش صحية وبالرفاهية في جميع الأعمار، وقد طبقت جامعة دمشق في الدراسة المشار إليها، وفق أجندة الأمم المتحدة للتنمية المستدامة 2030 الوصول لنسبة 63% من المساحة الخضراء، من مجمل المساحة الكلية التي تشغلها الجامعة في محافظة دمشق، والتي تشكل في الوقت ذاته ما نسبته 40% من إجمالي المساحة الخضراء لمحافظة دمشق، ونسبة الطاقة المنتجة من المصادر المتجددة المستخدمة في الجامعة 11% من مجمل استهلاك الطاقة الكهربائية في جميع مباني الجامعة وفروعها إضافة إلى كمية إصدارات غاز الكربون في الدقيقة 5793 كيلو غراماً مكافئاًCO2 .
تكمن أهمية الولوج في هذه الدراسة في أنها تسعى لزيادة المساحات الخضراء، ومدى منعكس ذلك على صحة الأفراد والمجتمع، ومن خلال الخدمات التي يمكن للجامعة أن تقدمها في نطاق ربط الجامعة بالمجتمع.
ومن هذا الباب تبدو عملية سبر احتياجات السوق والعمل على فتح التخصصات في الكليات المختلفة، التي تلبي حاجة المجتمع والبحث عن البدائل النظيفة للحاجات اليومية للناس، ذات أهمية، في ظل الاحتياجات المتزايدة لعناصر الطاقة الضرورية للعمل، كونها مصدر الحياة المهم في تأمين الأمن الغذائي أيضاً، المرتكز على تأمين مستلزمات الإنتاج الزراعي على المستويات كافة، في ظل التحديات المختلفة التي تواجه وطننا من حصار جائر يمنع تأمين بعض تلك المستلزمات.
ولمواجهة ذلك ينبغي العمل على تعزيز البحث العلمي، وخاصة في نطاق الزراعة وكذلك الطاقة لتجاوز مختلف المشكلات التي نعاني منها من جهة، ولتأمين الراحة الكافية للفلاح، من جهة ثانية، وعدم الاكتفاء بالوعود له، من دون السعي لتأمين جميع مستلزمات نجاح عمله.
زيادة المساحة الخضراء على صعيد جامعة دمشق تصب في أحد الأطر المهمة للتنمية المستدامة، ومن دون العمل على توسيع رقعة تلك المساحة والاستفادة منها، سنبقى في إطار تحقيق ما يسعى إليه كل من يحاول عرقلة التنمية معتقداً أن الحل يكمن في الاستيراد ووو..
فهل نعي أهمية المساحات الخضراء ودورها في حياتنا حاضراً ومستقبلاً.؟