بين صافرتين.. تعتيم إعلامي
تشرين- مرهف هرموش:
أثار تغييب الإعلام المرئي الرسمي عن البطولة العربية في الجزائر الكثير من التساؤلات حول الحقيقة الكامنة خلفه، والتي برر لها القابعون على عرش الرياضة السورية أن تأخر الحجّاب في إيصال المراسلات أخّر الإجراءات، وبالتالي لم تستصدر الموافقات، ويتم اليوم بمراوغة تفوقت على مارادونا ورونالدينهو وميسي في الملاعب تغييب للمسؤولية الحقيقية الكامنة خلف هذا التأخير، والذي يبدو أنه استيقاظ متأخر لتبرير منع الإعلام الوطني من تغطية الفعاليات الرياضية بعد حظر امتد طيلة الأزمة التي شهدتها سورية، ولكن يبدو أن ملوك الرياضة السورية نسوا أو تناسوا أن بلدهم عاد بقوة المنتصرين إلى جامعة الدول العربية، وألغيت كل قرارات التعسف التي فرضت عليه بما يخص الإعلام، فهل وصل للمكتب التنفيذي ما يشعر بأن إعلامنا غير مرغوب به ، أو بات مرحباً به في كل المحافل الرياضية، أم إنهم في إغفاءة العسل ما زالوا قابعين وتحت مراوح الريش نائمين.
عام 1960 بدأ التلفزيون العربي السوري إرساله وكانت الرياضة أحد أهم نشاطاته ولم يغب عن بطولاتها ودوراتها مذ ذاك الحين إلى أن قرر المكتب التنفيذي تغيير هذه الحالة بزعم دار بين أروقة الاتحاد الرياضي أن التلفزيون غير متابع لعدة عوامل أهمها انقطاع الكهرباء الطويل، وانتشار الأخبار اللحظية على السوشال ميديا بعد غزوها الكبير، وجلبها مئات بل آلاف المدعين بالإعلام وهو منهم براء، والدليل أن الاتحاد الرياضي عزز وجودهم حتى قبل اللاعبين على أرض الجزائر الشقيقة في البطولة العربية، وهو ما يصنف نسبة لتصرف الاتحاد الرياضي في خانة النكران ، وربما ما يقوم به الاتحاد الرياضي اليوم من ذر للرماد في العيون وتبرير هذه الجريمة الإعلامية لن يحمله ميزان العقل أو قبان المنطق.
بعد أن محى النهار كلام الليل وانطلقت البطولة العربية في ظل غياب للإعلام نسأل سؤالاً بريئاً ونضعه في مرمى الاتحاد الرياضي هل اتخذ قرار الإبعاد لإعلامنا الوطني ممثلاً بالتلفزيون العربي السوري ومن خلفه لجنة الصحفيين الرياضيين عن أهم المشاركات الرياضية الخارجية بعد الحرب الكونية التي تعرضنا لها ومنعنا من المشاركة في نشاط خلالها، ومن يقف خلف هذا الإبعاد وأين تصب المصلحة به؟.
أخيراً لمن سيقف ويتنطح للدفاع عن الاتحاد الرياضي في هذه “الجريمة” نقول إنه سيكون متحيزاً لأن الحق راية عالية ولن يفيد تغيير الحال لأنه بات من المحال، وأن تصل متأخراً فلن تجد شيئاً فهل سيكون هناك حساب ومحاسبة أم إنها ستنضم لجملة الإخفاقات المتوقعة بعد انتهاء البطولة العربية، سؤال برسم أصحاب الأقلام الخضراء فهل من مجيب؟