في ظل غياب الكهرباء والمحروقات أزمة مياه الشرب وتجارتها تتفاقم بريف حماة
تشرين- محمد فرحة:
كلّ المؤشرات تشي بأننا قادمون إلى صيف ساخن، تشتد فيه أزمة مياه الشرب وتنشط تجارتها بشكل لافت، فالمياه لا بديل عنها، و أمست للبيع بأسعار لم يعد بمقدور المواطن التعامل معها.
إذ وصل سعر خزان المياه سعة خمسة براميل ٦٥ ألف ليرة، وقد يتصاعد مع تصاعد أزمة العطش في صيف لاهب، غابت فيه الكهرباء ومخصصات الآبار من المحروقات.
ولعلّ السؤال المطروح الآن بشأن ذلك: لِمَ لا يتم التنسيق بين وزارتي الموارد المائية والكهرباء لإعفاء خطوط الآبار من التقنين أسوة بالمقالع ومناشر الحجر ومن لفَّ لفَّهما؟
مشكلة اليوم التي سنعرضها هي لتجمعات قرى وبلدات وادي العيون مثل بريزة وعين البيضا وبشاوي وقصية والطمارقية وغيرها، حيث أكدّ عدد من الأهالي بأنهم لا يرون المياه في منازلهم بالشهر مرة، الأمر الذي يرغمهم على شرائها.
وفي هذا الصدد تواصلت “تشرين” مع المهندسة سوسن اعرابي مديرة عام المؤسسة العامة لمياه الشرب في حماة، والتي صرّحت بأنّ سبب العطش الوحيد، هو غياب الطاقة الكهربائية عن مجمل الآبار، إضافة لذلك قلة المخصصات من المحروقات، فلدينا مئات الآبار .
مشيرة إلى تجمعات وادي العيون سبّب الشكوى، والسؤال يكمن في الأسباب أيّ غياب الطاقة الكهربائية، فآبارنا لا تشكو من قلة المياه فقط، وإنما من قلة الضخ، وقد خصصنا تجمعات وحدة مياه وادي العيون بألف ليتر مازوت، فهذه هي إمكاناتنا المتاحة..
بدوره مدير وحدة مياه وادي العيون رعد عيس أوضح لـ”تشرين” أنّ عملية ضخ المياه تحتاج ثلاث مجموعات ضخ من جراء تباعد التجمعات السكانية بعضها عن بعض، فبعضها يستهلك كل ما في الخزانات، ريثما تصل المياه للأحياء.
وأشار المهندس رعد إلى أنّ عمليات الضخ مستمرة وفقاً لوجود الكهرباء، أما مخصصاتنا بألف ليتر من المازوت، فهي لا تكفي لأكثر من عشرة أيام، مؤكداً أنّ أزمة الشرب خانقة وخارجة عن نطاق الوحدة تماماً، أي لا حول لنا بها ولا قوة.
بالمختصر المفيد؛ هل يعقل أن تبقى بيوت لا ترى المياه بالشهر غير مرة واحدة، فشراء المياه وتجارتها سلعة مربحة لباعتها ولأصحاب الصهاريج، وكثيراً لا تُعرف مصادرها، فحال تجمعات بلدة وادي العيون هو قاسم مشترك مع معظم ريف محافظة حماة التي تعاني أزمة عطش خارجة عن إمكانية مؤسسة المياه والمعنين، والحل في إيجاد الطاقة الكهربائية أو بدائلها وبغير ذلك ستشتد تصاعداً أزمة العطش.