رغم الغياب شبه التام… ثمّةَ مَنْ ينتج فيلماً وثائقيّاً عن الاحتفاء بمئوية «نزار قبّاني»

تشرين- سامر الشغري:
مرت الذكرى المئوية لولادة شاعر القرن نزار قباني من دون كثير ضجة، ولم تعرها المؤسسات الثقافية الرسمية الاهتمام المطلوب، في حين نجد أن أمثال هذه المؤسسات في أقطار العالم، تطلق برامج على مدار العام، لإحياء ذكرى ميلاد مبدعيها المئتين والثلاثمئة وأكثر.
وفي وسط هذا الغياب لمبدع سوري طوقت أشعاره دنيا العرب وأقطار العالم بأسره، ثمة من حاول أن يرمي حجراً في بركة هذا «النسيان» من خلال فيلم وثائقي حمل عنوان «قمر دمشق»، سيناريو وإخراج نضال سعد الدين قوشحة، وإنتاج شركة الغانم للسينما، وتم تصويره في منزل الشاعر بدمشق القديمة الذي شهد ولادته وطفولته وشطراً من شبابه.
وعن ظروف ودوافع إنتاج الفيلم تحدث ياسر الغانم مدير الشركة المنتجة بأن «نزار قباني شاعر معروف في كل الوطن العربي، كان عروبيّاً بامتياز، و يجب ألا تمر ذكرى مئويته من دون الاحتفاء بها».
ويعرب الغانم عن اعتزاز الشركة بصناعتها لهذا الفيلم وتقديم سيرة حياة نزار للجمهور بأفضل صورة، والاحتفاء بالشاعر من خلال مشاركة الفيلم في العديد من المهرجانات السينمائية العربية، وأولها مهرجان السينما العربية في شرم الشيخ بمصر.. ويكشف الغانم بأن فيلم (قمر دمشق) يمثل عودة للشركة للإنتاج السينمائي السوري واستعادة مكانتها فيه، لكونها صاحبة تاريخ طويل في إنتاج الفن السابع في سورية منذ أكثر من سبعين عاماً، وخطوة ضمن مسعى طويل لإنتاج أفلام توثق سير حياة مبدعين سوريين.
أما كاتب ومخرج الفيلم نضال قوشحة فأكد أن ذكرى مئوية الشاعر نزار قباني عزيزة جداً، وكان لديه هاجس بالاحتفاء بهذه القامة الأدبية بشكل لائق، وليس أفضل من مناسبة مئويته لتحقيق هاجسه، من أجل ذلك تواصل مع الشركة المنتجة لتبني العمل فوافقت وتمّ تنفيذ الفكرة بأسلوب فريق العمل للارتقاء بمكانة نزار في الأدب والتاريخ الحضاري السوري والعربي.
ويشرح نضال بأن الفيلم يتضمن ثلاثة محاور أساسية أولها نزار في ميزان النقد الأدبي، وفيه تحدث الدكتور محمد رضوان الداية عن إضافات هذا الشاعر في حركة الشعر والنثر العربيين، من خلال كتابٍ ألفه بمناسبة مئوية نزار، وصدر عن دار سويد للنشر والتوزيع..أما المحور الثاني فتناول وفقاً لنضال علاقة نزار والتشكيل وتحدث عنه الناقد التشكيلي سعد القاسم، وحمل المحور الثالث عنوان قباني والغناء وقدم من خلاله المؤرخ الموسيقي أحمد بوبس القصائد التي لحنت من أشعاره، و تعامل كبار ملحني ومغني العرب معه.
بدوره شكر نضال قوشحة كل صنّاع العمل، إذ كانوا شركاء حقيقيين في إنجازه، وعدّ الفيلم بمنزلة تحية لشاعر استطاع جمع الجمهور السوري و العربي حتى بعد رحيله.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار