الإنغينار.. نبات الزينة الذي حوّله السوريون إلى وجبة غذائية
تشرين:
دخلت نبتة “الأرضي شوكي” إلى سورية منذ سبعينيات القرن الماضي، كنوعٍ من نباتات الزينة نظراً لشكلها الغريب والمميز، وعُرفت باسم “زهرة الملوك”، لكن سرعان ما اتجه السوريون إلى إدخالها ضمن وجباتهم الغذائية، وأصبحت تحضّر بطرقٍ مختلفةٍ، إلّا أن سعرها المرتفع جعلها غير متاحة على جميع الموائد.
لا يمكن زراعة نوع آخر من الشتلات مع نبات الخرشوف بعد قطافه، بعكس بقية الأنواع من المزروعات، والتي يتم التناوب على زراعتها سواء في موسم واحد أو في مواسم أخرى، وذلك لأن شتلة الأرضي شوكي تعود للإنتاج مجدداً في المواسم المقبلة، وتستمر في الإنتاج غالباً بين خمس إلى ست سنوات، تنتشر زراعته بمناطق الساحل السوري وجنوبي حلب، وذلك “لحاجته إلى مناخ معتدل يغيب عنه الصقيع، وكذلك توفر المياه”، وهو ما يفسر قلة زراعته في مناطق أخرى كدمشق وحمص وحماة.
يعدّ الإنغينار وجبة مثالية وخفيفة ذات فوائد مذهلة، إذ تحتوي الحبة الواحدة منه على 100-200 سعرة حرارية، إضافةً لـ 9 غرامات من الدهون غير المشبعة، والتي تعدّ مفيدة لأمراض السكر والقلب والأوعية الدموية والكبد والمعدة والإمساك، كما ينصح تناوله لمن أراد اتباع حمية إنقاص الوزن، إضافةً لكونه من أغنى العناصر الغذائية بالألياف، كما أنه غني بالكالسيوم والحديد وفيتامين C، حيث يقلل تناوله من خطر الإصابة بأمراض السرطان، وخاصةً سرطان الثدي، إضافةً لاحتوائه على فيتامين A المفيد في الرؤية وصحة العين، وأملاح معدنية كالمنغنيز والفوسفور والحديد؛ وهو ما يجعله مهماً لنشاط الدماغ.
عرف المصريون القدماء الخرشوف، ونقشوا رسوماً له على جدران معابدهم، ثم انتشر في أوروبا وبقية بلاد العالم على أيدي العرب في الأندلس، وحُرّف الاسم من “حرشف” إلى “ارتي شو -artichiu” فعادت إلينا محرّفة إلى “أرضي شوكي” وهو الاسم المشهور الآن لهذا النبات.