هل يلحق محصول الذرة بسيناريو محصول الشوندر لعدم وجود مُجفّفات؟
تشرين – محمد فرحة:
مازال مزارعو محافظة حماة، وتحديداً منطقة سهل الغاب، يحصدون الخيبة تلو الأخرى، في عدد من المحاصيل، مثل محصول الشوندر الذي لم يتقدّم أيُّ عارض لشرائه علفاً للماشية، وكأنّه لقيط لم يعترف أحد بمسؤوليته عنه، وقد يلحق بهما محصول الذرة الصّفراء، إن لم يستطع المزارعون تجفيفه على قارعة الطرقات، ولم يحالفهم الحظ بالظروف المناسبة لذلك..
في العام الماضي لم يُسوق إلّا الجزء اليسير جداً من الإنتاج، ونتحدّث هنا عن محافظة حماة وحلب، حيث غابت المجففات، والظروف المناخية من حرارة الشّمس، فتعرّض قسم كبير من الإنتاج للتلف، ولم تستطع المؤسسة العامة للأعلاف استلامه، لتطلب وزارة الزراعة ومؤسسة الأعلاف استيراد ٢٠٠ ألف طن من الذرة في تلك الفترة..
اليوم وقبل أن يقع الفأس بالرأس، هل استعدت وزارة الزراعة و المؤسسة العامة للأعلاف لاستلام وتسويق الإنتاج من الذرة الصفراء، وخاصّة أنه عادة ما يلجأ المزارعون لزراعة المحصول من باب التعويض عن الخسائر التي تلحق بهم من جراء زراعات سابقة كالقمح أو الشوندر أو غير ذلك؟
تسويغات عدم استلام كامل الإنتاج من الذرة جاهزة ومسبقة الصنع، وهي أنّه لا توجد لدينا مجففات، وردّاً على هذه التسويغات، هل تقوم مؤسسة الأعلاف بإصلاح وتأهيل المجففات لديها كالمجففات الموجودة في عراء شيزر بريف حماة بالقرب من بلدة محردة ؟
عن ذلك صرّح مدير أعلاف حماة المهندس تمام النظامي لـ”تشرين”: توجد لدينا مجففة واحدة عاطلة في بلدة شيزر، يأكلها الصدأ، و خاطبنا الإدارة العامة بضرورة إرسال فنييّن مهتمين للاطلاع على واقع هذه المجففة، إذا كان بالإمكان تأهيلها استعداداً لموسم نضوج وتسويق الذرة الصّفراء…
وزاد النظامي على ذلك فيما يتعلق بمجففات بلدة سلحب، نأمل أن تعمل بشكل جيد هذا العام، وأن تفي بالغرض المطلوب.
يذكر أنّه كان لدى (أعلاف) حماة مجففة أخرى في مركز عين الباد، تم نقلها وترحيلها إلى المحافظة.
من ناحيته أوضح مدير الإنتاج النباتي في الهيئة العامة لإدارة تطوير الغاب المهندس وفيق زروف في معرض ردّه على سؤال عن المساحات المزروعة بالذرة أو المخطط لها، بأنه خارج الهيئة، ولا يذكر الرقم بشكل جيد، لكن عادة ما يزرع محصول الذرة تكثيفياً، أيّ بعد حصاد محصول القمح، لعلّ وعسى يقدّم للمزارعين المرجو منه مادياً.
بالمختصر المفيد؛ كثيراً ما شكلت الزراعات التكثيفية من الخضراوات دعماً ودخلاً للمزارعين، وخاصّة للمزارعين الذين لديهم آبار خاصة لكون مثل هذه الزراعات لا تُخصص بالمياه، فإذا كان محصول القمح قد تعرّض للعطش، فكيف بزراعات هامشية؟
نأمل إصلاح المجففات لاستلام محصول الذرة، كي لا يستمر عرض مسلسل الخيبات الذي يلاحق المزارعين.