«عرانيس الذرة» إقبال كبير على الشراء «مسلوقة» و«مشوية».. تنقص الوزن وتحسن صحة القلب
تشرين:
«صفرا وريانة هالذرة، تازة وريانة هالذرة، صفرا وشعرك ذهب يا ذره، عرانيس طرايا يا أبو العيال».
كلمات نسمعها كثيراً من بائعي الذرة “العرانيس” المنتشرين في المحافظات السورية، وخصوصاً في ساحاتها الرئيسة والحدائق، يعرضون “الذرة” فوق عربات ملونة ومزخرفة، تتوسطها «حلة» كبيرة تحتها غاز كبير، حيث يلتقط بائع الذرة “عرنوس” الذرة الساخن الذي يشتريه الزبون من «الحلة» بوساطة ملقط معدني طويل يشبه ملقط مدفأة الحطب، ويضعه في ورقة ويرش عليه الملح، ثم يقدمه للزبون.
الذرة نبات عشبي حب من النجيليات، وهي ذات ساق قوية، منتصبة وطويلة.. مراسل «تشرين» تجول في شوارع دمشق حيث التقى بعض باعة الذرة ومنهم “أبو شاكر” أمام حديقة تشرين والذي يعمل في المصلحة منذ 13 عاماً قال: «للذرة التي تباع شكلان، “الذرة المسلوقة” وهي الأكثر انتشاراً، وتتكون من عدة أنواع، أهمها الذرة الصفراء أو البيضاء أو الهجينة، والنوع الثاني “الذرة المشوية”، وقد تراجعت وخفّت كثيراً في أيامنا عما كانت عليه في السابق، وتختلف حبات “العرنوس” باختلاف نوعه وحجمه، فكلما كان كبيراً زادت قساوته، والطري منه يسمى “البغو».
وعن عملية إعداد الذرة يتابع البائع “أبو شاكر” حديثه: «نشتري الذرة من سوق الهال مساءً، ثم نقوم بتقشيرها في منتصف الليل، و ترتيبها في الحلة باكراً مع بزوغ خيوط الشمس الأولى في الصباح، ونملأ الحلة بالماء وبعدها نشعل النار تحتها لمدة ساعتين بعد توجهنا إلى السوق لتستوي ونقدمها للزبون ساخنة، ونرش فوقها الملح لمن يرغب.
ويبدأ موسم الذرة في الشهر السادس ويستمر حتى نهاية العام بعدها نعتمد على الذرة المجمدة بعد تخزينها في البرادات لبيعها في الشتاء.
أما “الذرة المشوية” فتحتاج إلى منقل معدني مستطيل يشعل فيه الفحم أو الحطب ويؤججه البائع بأداة للتهوية، ويحركه حتى يتم شواء العرانيس، ويختلف طعم العرنوس المشوي عن طعم العرنوس المسلوق».
وعن خواص الذرة وموطنها وانتشار زراعتها يقول المهندس “ياسين هواري”: الذرة غنية بالمنافع، وتحتوي على كمية وافرة من النشاء والمواد الدهنية بنسبة 4-6%، والآزوتية والمعدنية، ويشرب مغلي “شباشيلها” كمدر للبول عند الإصابة بالرمال البولية والتهابات المثانة، وتحتوي الذرة على كمية وفيرة من الزيت الجيد الخالي من الكوليسترول، وزيت الذرة غني بالفيتامينات، ويستعمل في معالجة الرشح والربو وآلام الشقيقة وقشرة الرأس، وهناك العديد من الدول التي تزرعه بكثرة وتصنع منه الكثير من الأصناف الغذائية.
ورغم عدم معرفة الجميع بالذرة البيضاء أو “الذرة الرفيعة”، إلّا أن هذه الحبوب موجودة منذ قرون، وتنتمي الذرة البيضاء إلى عائلة عشبية عادة ما يكون لونها أبيض أو أصفر باهتاً، رغم أن معظم الأنواع تكون حمراء أو بنية أو سوداء أو أرجوانية.
وتعد الذرة البيضاء غنية بالعناصر الغذائية الطبيعية ويسهل إضافتها إلى النظام الغذائي، كما تستخدم الذرة البيضاء علفاً للحيوانات ومصدراً للوقود الطبيعي والفعّال من حيث التكلفة.
الذرة البيضاء بأنواعها العديدة
الذرة البيضاء هي أحد أنواع الذرة الحلوة، وعدا لونها الأبيض الذي يميزها عن الذرة الصفراء، فإنّ موسمها قصير نسبياً، وحباتها حلوة بشكل ملحوظ.
ويتم عادة تحديد الاستخدامات الأفضل لكل نوع من الذرة، سواء الصفراء أم البيضاء وغيرها، تبعاً لنسبة النشاء في كل نوع، وتتميز باحتوائها على مستويات منخفضة من النشاء، فمعظم النشاء فيها يكون قد تحوّل إلى سكر.