مشروع (نوافذ٦) يحتفي بصاحب «غرفة بملايين الجدران»
تشرين- لمى بدران:
قدّم (مشروع نوافذ) في نسخته السادسة وفي المرحلة الحالية التي يهتم فيها بالشخصيات الأدبية المؤثرة في ثقافي «أبو رمانة» جلسة بعنوان «محمد الماغوط بين الشعر والمسرح» وذلك بعد أن قدّم فعاليات متنوّعة خلال السنوات الماضية عن السينما والمسرح والفن التشكيلي والأدب الوجيز وعن التراث السوري الغنائي والموسيقي أيضاً، ويحرص المعدّ والمشرف على هذا المشروع، وهو الصحفي إدريس مراد على مواجهة كل ما يشوّه التراث السوري خصوصاً في ظل وجود كثير من الموسيقيين والفرق الشبابية التي تعمل فيه لكن قد تشوّهه بدافع الحداثة أو التطور وأكّد أن المشروع هو بمنزلة الأرشفة والحفاظ على تقديم التراث السوري بشكل لائق، ويعتقد أن عمل الصحفي يجب ألا يقتصر على النقد فقط، بل عليه أن يساهم في الفعل الثقافي ونشره.
وبالنسبة للمشاركات كانت للأديب أسامة الماغوط ابن شقيق الراحل محمد الماغوط مساحة عبّر خلالها بقدر ما في مخيّلته وذاكرته من مواقف وانطباعات عن عمّه وفي إجابة منه لـ«تشرين» عن أهمية هذه الفعالية والهدف من مشاركته بيّن أن تكريم القامات الوطنية الأدبية والإبداعية هو تكريم لذائقتنا ولذاكرتنا ولثقافتنا، وهي نافذة تطرح بالفعل الحاجة إلى منهجيّة محددة أكثر مؤسساتية تخص تكريم قاماتنا بشكل مستمر ودائم ليس فقط في المناسبات مثل ميلادهم ووفاتهم حتّى أن تُدرّس أعمالهم في المناهج الثقافية والتربوية، وأيضاً يجب أن يكون للماغوط ولغيره من الرموز الإبداعية مثل نزار قباني وسعد الله ونوس وأدونيس شارع أو مدرسة باسمهم.
في حين تحدّث الكاتب داوود أبو شقرة عن العديد من المواقف التي عاصر بها الماغوط وعرف من خلالها أن الماغوط كان يمشي مسافة أربعة كيلو مترات تقريباً من منزله في المزرعة إلى مقهى «أبو شفيق» في الربوة لتنزف أقلامه بإبداعات كبيرة على طاولته المخصصة هناك، وأنه كان شخصية حساسة غاية في البساطة والعمق في الوقت ذاته، وأنه حاوره إعلامياً عدّة مرات، وكانت من أمتع الأوقات.
وبالعودة إلى المشهد التمثيلي الذي عدّه الممثل خوشناف ظاظا أكثر ما قد يلامس واقعنا وجراحنا بعد أن اختار هو وصديقه هذا النص من بين كل ما كتبه الماغوط ليتم تمثيله أول مرّة بأسلوب مؤثر يدعو إلى أن يكون انطلاقة تفتح الأبواب والنوافذ لعمل مسرحي متكامل يخص كل أشعار وكتابات الماغوط، كما تمنّى من كل الشعراء أن يخطو خُطا الماغوط بالكتابة عن الواقع ومن الفنانين والممثلين أن يحاولوا أخذ كلمات ونصوص هؤلاء الشعراء وتجسيدها على الخشبة لعرض كل ما يلامسنا.
وأخيراً «مشروع نوافذ» هو نافذة على الحركة الثقافية في سورية، وهو مستمر بفعالياته المختلفة، وسيشهد الشهر الثامن فعالية جديدة يتم التحضير لها ونتابع تفاصيلها لاحقاً.