التحدي الأشمل لمجتمعاتنا
شخصت السيدة الأولى أسماء الأسد في حديثها لقناة آر تي التحدي الأشمل بالنسبة للعالم كله المتمثل بالليبرالية الحديثة، التي تحاول بعض الأنظمة التي غلب على طبعها الهيمنة والسيطرة على شعوب العالم ونهب خيراتها، توسيع تلك المفاهيم لتغزو عالمنا، بغية الحد من تطلعاتنا في التنمية، والقدرة على مواكبة عجلة التطور للحاق بركب الآخرين من جهة، ولتأمين احتياجات مواطنينا من جهة أخرى، في مختلف ميادين التنمية.
هذا التحدي الذي تمثل حقيقة، كما أشارت السيدة الأولى في العمل على طمس الهوية الوطنية والإنسانية، وتذويبها في سلوكيات بعيدة عن قيم مجتمعنا وأخلاقنا وتربيتنا، التي كانت ولا تزال الرابط الاجتماعي الذي يتباهى به شعبنا العربي، لأنها راسخة في الأذهان والعقول، وفي الأخلاق التي يحافظ عليها مجتمعنا، كونها تشكل النسيج الاجتماعي في بناء الأسرة، الخلية الأساسية لبناء المجتمع وتطوره، وتالياً بناء المجتمعات على أسس سليمة ومعافاة لا تشوبها أي مصطلحات وتعابير وسلوكيات مشوهة للقيم والأخلاق التي تربينا عليها.
ولمواجهة تلك التحديات في الحاضر والمستقبل، التي تحاول النيل من تماسك النسيج الاجتماعي في مجتمعاتنا، والهويات الإنسانية بكل عناصرها، والانتماء للوطن، وتقاليدنا ومفاهيمنا الاجتماعية الصحية وو.. علينا أن نعزز ثقافة الحوار بين الشباب في العالم، وخاصة بين شباب مجتمعاتنا الشرقية، كونها المستهدفة بشكل رئيس في هذه الهجمة التي تحاول جاهدة سلخ جذورنا وتقاليدنا وقيمنا.
شبابنا بما يمتلكون من عزيمة وإصرار قادرون على مواجهة الصعاب، وقد نجحوا مراراً عبر التاريخ في كسر تلك التحديات وتطويعها لمصلحة أبناء الوطن، فكانوا القدوة في معارك التصدي كافة، وعروا تلك الهجمات، ووقفوا سداً منيعاً في وجهها، بدءاً من مشاركتهم في معارك العزة والفخار، والتصدي للمستعمرين الجدد، الذين حاولوا بأساليبهم وإرهابهم النيل من صمود الوطن، لكن حماة الديار وجلهم من شباب الوطن الأشاوس كانوا لهم بالمرصاد.
وتبرز هنا أهمية ودور المؤسسات التربوية والعلمية والفكرية والثقافية والشبابية في إيجاد الحلول لمختلف تلك التحديات، وتحديد الأدوار المنوطة بكل منها، من خلال التفاعل المشترك فيما بينها على الصعد الاقتصادية والاجتماعية في الحفاظ على الهوية الوطنية، والقيم التي رسخها وجسدها آباؤنا وأجدادنا فينا عبر التاريخ.