بعد ارتفاع أسعارها ٥٠ ٪ عن عيد الفطر.. حلويات السوق في ركود وبدائل الصناعة المنزلية “جود بالموجود”
تشرين- سراب علي:
لا تزال حركة أسواق الحلويات شبه معدومة في مدينة اللاذقية، ورغم التفنن في عرض الحلويات وتنسيقها لا تزال رفوف أطباق الحلويات تنتظر زبائنها، فالكثير من المواطنين أعرضوا عن شرائها بسبب ارتفاع أسعارها غير المقبول، على حد تعبيرهم، وأنه لا يتناسب مع أوضاعهم المعيشية، وخاصة مع ارتفاع سعر كيلو السكر إلى ١٠٠٠٠ ليرة، والطحين بين ٦٠٠٠ و ٩٠٠٠ ليرة.
وأكد عدد من المواطنين ل”تشرين” أن الحلويات خارج حساباتهم هذا العيد فسعر الكيلو لأي نوع لا يمكن للمواطن العادي شراؤه أو صنعه في المنزل .
حلويات بالغرامات
حتى طقوس صنع حلويات العيد في المنزل لا يمارسها إلا القلة، فقد أكدت عدد من السيدات أنه تماشياً مع ارتفاع الأسعار سيتم تقليل كميات الحلويات التي يصنعونها في المنزل، وذكرت إحدى السيدات أنها بعد حسبة مع الأسعار والأرقام ستكتفي بصنع كيلو غريبة بتكلفة ٢٢ ألف ليرة مع نصف كيلو معمول بالتمر بتكلفة ٢٠ ألف ليرة ، مشيرة إلى أن أسعار صنع الحلويات المنزلية مقاربة لأسعار السوق ولا فرق كبيراً بينهما، ولكنها لن تحرم أطفالها من بهجة العيد وصنع الحلويات في المنزل كما حرموا من شراء الملابس هذا العيد.
كما بينت سيدة أخرى وهي موظفة وراتبها لا يتجاوز ١٠٠ ألف ليرة، أنها اشترت توابل و بهارات حلويات العيد بالغرام ودون تبذير وكذلك الطحين و السمن و السميد بالطريقة نفسها حيث ستكلفها صناعة كيلو معمول بالتمر وكيلو بتفور حوالي ٤٠ ألف ليرة بعد أن تغاضت عن صنع الغريبة الذي اعتادت صناعته في المنزل مع أبنائها.
تفاوت كبير
في جولة ل”تشرين” على عدد من المحال في المناطق الشعبية بمدينة اللاذقية سجل كيلو المعمول بالجوز بين (٤٠ و ٥٠ ) ألفاً و وصل سعر كيلو الغريبة ٢٥ ألف، و كيلو البتفور بين ٢٢ و ٢٦ ألف ليرة ، وفي المناطق الأخرى سجل سعر كيلو المبرومة بين (٢٥٠ و ٣٠٠) ألف ليرة، وكيلو المعمول بالجوز سجل ما بين ( ٧٥و ١٠٠) ألف ليرة، و ذلك حسب نوعية الجوز و السمن المستخدم.
وأكد أصحاب المحال في تلك المناطق أن أسعار الحلويات ارتفعت ٥٠٪ عن عيد الفطر و السبب كما يقولون يعود لارتفاع أسعار المواد و خاصة السكر و السمن حيث تجاوز سعر كيلو السمن ١٢٠ ألف ليرة و كيلو الفستق الحلبي ٢٠٠ ألف ليرة و كيلو السكر وصل سعره بالجملة ٩٠٠٠ ليرة.
و أشار ماهر نحاس رئيس جمعية الحلويات سابقاً و(رئيس شيوخ الكار ) كما لقب نفسه، إلى أن الحلويات باتت للأغنياء فقط فمن غير المنطقي أن موظف راتبه لا يتجاوز ١٥٠ ليرة يمكنه شراء كيلو المبرومة ب ٢٥٠ ألف ليرة، في حال تغاضى عن شراء ملابس العيد ليؤكد أن حلويات المنزل للمواطنين العاديين، مشيراً إلى غياب دور الرقابة التموينية في مراقبة السوق وضبط الأسعار.
ازدادت ٥٠٪
من جانبه، أوضح أمين سر جمعية الحلويات في اتحاد حرفيي اللاذقية باسم الحاج ياسين في حديثه
ل(تشرين) أن أسعار الحلويات ارتفعت عن أسعارها في عيد الفطر بنسبة ١٥٪ للحلويات الشعبية و الحلويات المصنوعة بالسمن النباتي، أما الحلويات المصنوعة بالسمن الحيواني ارتفعت أكثر من ٥٠ ٪ ، مبيناً أن مديرية حماية المستهلك حددت نسبة أرباح الحلويات ب١٧٪ يتقاسمها (المنتج و الناقل و المستهلك).
وأشار حاج ياسين إلى أن كيلو البقلاوة سجل سعره بالسوق الشعبية والعادية ٥٠ ألف ليرة بينما كان يباع في عيد الفطر ب ٣٥ ألف ليرة، و كذلك المعمول بالجوز سجل ما بين ٤٠ و ٥٠ ألف ليرة والمصنوع بالسمن النباتي، موضحاً أنه وصل سعر السمن الحيواني لأحد الأنواع و بوزن ١٦٠٠ غ إلى ٢٩٥ ألف ليرة بسعر الجملة.
وأكد الحاج ياسين أن أسعار الحلويات تختلف بحسب نسبة المكسرات والسمن المستخدم بصناعتها إن كان نباتياً أم حيوانياً حيث سجل سعر البتفور المشكل بين (٢٦ و ٢٨) ألف ليرة، مشيراً إلى أن أسعار الحلويات تجاوزت في محلات أخرى ال ٢٠٠ و ٣٠٠ ألف ليرة وهذه الأنواع تستخدم أفخر أنواع المكسرات و السمون و المواد ولها زبائنها الذين يستطيعون الشراء بهذه الأسعار.