توقفت ملياً عند أمرين مساء أمس اعتبرهما مهمين جدا، وخاصة لمناسبة عيد الأضحى المبارك .. الأول : هو كثرة عدد النساء والأطفال الذين بدؤوا منذ صباح الثلاثاء بطرق أبواب البيوت والمكاتب لطلب الصدقة .. بمعنى أوضح ( الشحادة) .. صدقا، عددهم ليس بقليل ..
(يطحشون) بشكل أفواج .. قد تصادفهم على الأدراج وأمام البيوت .. وفي الشوارع ..
صحيح أن مشاهدة مجموعة من الأطفال في الشوارع – على شارات المرور .. على الأرصفة وهم (يمثلون) عاهات للتعاطف .. هي مألوفة وتطرح ألف إشارة استفهام على أداء مديرية الشؤون الاجتماعية والعمل، لكن الكثافة وتنوع الأعمار في هذه الأيام ملفت للنظر .. لا شك أن هناك الكثير ممن يعانون ظروفاً اقتصادية صعبة وضاغطة .. وهؤلاء يمثلون نسباً مرتفعة في المجتمع السوري .. لكن ما يشاهد في هذه الأيام يدفعنا إلى استخدام جميع إشارات التعجب والاستفهام .. وكل علامات الترقيم ..
الأمر الثاني الذي توقفت عنده مليا أيضاً، هو انخفاض عدد المرتادين للكورنيش البحري مساء أمس .. صحيح أنه في الأيام الماضية كان هناك مهرجان للأكل سبب ازدحاماً شديداً على الكورنيش، لكن بغض النظر عنه، كانت الأيام التي سبقته تسجل كثافة عددية كبيرة رغم عدم انتهاء الامتحانات العامة ..
كثافة يوم الثلاثاء (أمس) تذكر بنسب المرتادين للمحال التجارية .. ألبسة وأغذية وغيرها – فقد كانت في حدها الأدنى .. و غالباً للفرجة واستكشاف الموديلات الجديدة .. قد يعود ذلك إلى عودة الكثير من سكان المدينة إلى قراهم والهروب من المدينة بسبب الغلاء وانعدام القدرة الشرائية لغالبية السكان .. لكن هذا العيد يسجل أعلى نسبة (هروب) من الكورنيش وضوضائه وازدحامه .. ومصاريفه ..؟!
الأمر الثالث الذي لم أكن أنوي الخوض فيه .. أو ذكره هو قيام محافظ طرطوس منذ بداية هذا العام بثلاث جولات على مخبزي الرمل والجولان .. وجولتين على مخبز صافيتا .. وكانت النتيجة ثلاث مخالفات لفرن الرمل الحكومي كل منها خمسة ملايين أو أقل .. وثلاث مخالفات لمخبز الجولان الحكومي أيضاً نتج عنها تغريمات حوالي خمسة ملايين أو أقل في كل مخالفة .. وصافيتا مخالفتان .. سيدفعها عمال هذه المخابز على قلتهم، وهم على سن ورمح .. أما مخبز الشيخ سعد الخاص .. فقد كان (أضحية) عن كل المخابز الخاصة التي تشبهه جميعها بالوزن والنوعية والنضج .. والغريب أن صور المخالفة موثقة.. لذلك ( زغردوا ) لتحقيق العدالة..؟!