ملف «تشرين».. مبادرة وطنية ترعاها السيدة الأولى.. التحكم بالسرطان برنامج مجاني يختزل الأمل بكلمة شفاء

تشرين- يسرى المصري:
أمام غدق العواطف الكريمة يحس المرء بأنه لا سبيل إلى التعبير عن عواطف العرفان سوى بالعمل المخلص الجاد، فالإخلاص والعمل بصمت بوح مودة وتقدير، تقول السيدة الأولى أسماء الأسد في مركز التشخيص والعلاج الإشعاعي المطوَّر في مشفى البيروني-المزة- عندما نمتلك رؤية واضحة وخطة ممنهجة وإصراراً وعزيمة لتخطي كل العقبات والتحديات فلن يكون هناك مستحيل، حيث يشهد المركز نقلة نوعية على المستوى العلاجي والنفسي والإداري.. أهمها إدخال أجهزة المسرّعات الخطية المتطورة حيز العمل، والتي تعد من أهم أجهزة العلاجات الإشعاعية للسرطان في العالم، وذلك لدقة العلاج وقصر مدته.
وبذلك تخطو سورية خطوة كبيرة أخرى في مواجهة مرض السرطان ضمن مجموعة خطوات مدروسة ومخططة تتحقق تباعاً من خلال رؤية وطنية شاملة أطلقتها السيدة الأولى أسماء الأسد، عبر برنامج وطني للتحكّم بالسرطان بكل أبعاده الطبية والمؤسساتية والإنسانية.
وتؤكد الدكتورة أروى العظمة رئيس اللجنة الوطنية للتحكم بالسرطان أن السيدة أسماء الأسد لها دور كبير في إطلاق البرنامج الوطني للتحكم بالسرطان الذي يحمل عناوين تجمع بين العمل على تأمين متطلبات العلاج والسعي نحو الكشف المبكر عن المرض.. الدولة السورية لم تتوقف يوماً واحداً عن تطبيق المبدأ القائم على مجانية العلاج لمرضى السرطان, رؤية رسمت الأهداف وعملت على توحيد الجهود والتوجهات بين القطاعات والجهات والمؤسسات الحكومية والأهلية المعنية، وعلى تعميق التشبيك والتنسيق فيما بينها للوصول إلى أعلى مقومات ومُتطلبات التعامل مع مرض السرطان بدءاً من إمكانيات الكشف المُبكر والتشخيص الدقيق، مروراً بالعلاجات وبروتوكولاتها، وبناء الكوادر المؤهلة لتطبيق هذه البروتوكولات، والالتفاف على الحصار للحصول على الأجهزة الحديثة والأدوية المطلوبة للعلاج، وصولاً للشفاء المُحقق بكثير من الحالات.
وفي إحاطتها للبرنامج الوطني للتحكم بالسرطان أوضحت الدكتورة أروى العظمة أهداف البرنامج المتمثلة في تعزيز الشراكات الإستراتيجية والفاعلية التشغيلية، وإنقاص نسب الموت من خلال الوقاية الأولية، وضمان تطبيق برامج مسح وكشف مبكر فعالة لإنقاص معدلات المصادفة والوفيات، وضمان التشخيص والعلاج الفعال لإنقاص معدلات الأمراض والوفيات بسبب السرطان، وتحسين جودة حياة مرضى السرطان وعائلاتهم من خلال الدعم والتأهيل والعلاج الملطف، وتحسين فاعلية التحكم بالسرطان.
وبيّنت أن البرنامج بعمل على تعزيز ورفع خبرات وبناء قدرات الكوادر البشرية، ورفع مستوى العلاج في سورية عبر تطوير بروتوكولات الكشف المبكر والعلاج الكيميائي والإشعاعي، والعمل على تزويد القطاع الصحي في سورية بالأجهزة اللازمة لتحقيق مواجهة فعالة ضد السرطان بالتقانات والحداثة.
ثلاثة أعوام من الإنجاز
مدير عام الهيئة العامة لمشفى البيروني الجامعي الدكتور محمد قادري قال لـ«تشرين»: يقوم برنامج التحكم بالسرطان على الشراكة، التي تجمع وزارات ومؤسسات رسمية وأفراداً، ومؤسسات أهلية وخبراء، وهو رؤية وطنية تعتمد حلولاً لمواجهة هذا التحدي، أبرزها تقليل نسب الوفاة بمرض السرطان، حيث تهدف إستراتيجية سورية إلى رفع معدلات الشفاء من هذا المرض، وتخفيف الألم والمعاناة لدى المصابين وفق عناوين تجمع بين العمل على تأمين متطلبات العلاج، والسعي نحو الكشف المبكر عن السرطان.
ولفت الدكتور قادري إلى أن مرض السرطان يحتل ثاني الأسباب الرئيسة في حالات الوفاة في العالم، إذ وصل عدد الوفيات لأكثر من 10 ملايين في عام 2020، ووفق الإحصاءات العالمية تم تشخيص ما يفوق 19 مليون إصابة جديدة في ذاك العام، وتشير التقديرات إلى أن العدد في ازدياد مستمر وسيصل خلال عقدين من الزمن إلى ما يزيد على 32 مليون إصابة في عام 2040.
وتحدث الدكتور قادري عن الإنجازات التي تحققت على مدار ثلاثة أعوام من عمر البرنامج الوطني للتحكم بالسرطان، والتي تخللتها نجاحات وإنجازات عدة وصعوبات وتحديات استطاع البرنامج العمل على إيجاد الحلول لها، عبر بناء شراكات فعالة تهدف إلى تبادل الخبرات وتدريب الكوادر الطبية والفنية ورفع مستوى معرفتها وتعزيزها، بإطلاق اختصاص التشخيص والعلاج الإشعاعي في كلية العلوم الصحية، وهو ما يعد الحدث الأهم إستراتيجياً في هذا المجال خلال عام 2021 وتم في عام 2022 إجراء برامج مسح للتقصي عن السرطان الأكثر شيوعاً وهي الثدي والبروستات وعنق الرحم.
ويرى الدكتور قادري أنه لم يكن سهلاً في بلد مثل سورية بعد الحرب التي فرضت عليها مواجهة هذا المستوى من المرض، لا سيما فيما يحتاجه من كوادر طبية وفنية عالية الاحترافية يجب تأمينها وتدريبها بأعلى المستويات والتقنيات المتطورة للكشف عن السرطان وعلاجه، وخاصة أن الحرب طالت القطاع الصحي بالتخريب بشكل كبير.

اقرأ أيضاً:

ملف «نشرين».. الاشتراطات الآمنة تُعيد ترتيب حسابات حفظ الأطعمة والغذاء.. مساعٍ للحيلولة دون انتشار مرض فتّاك بتوقيع مختصين

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار