ملف «تشرين».. «كلورة» المياه مسرطنة على المدى الطويل حسب خبير و«المياه» و«البيئة» تؤكدان أنها وفق المعايير المعتمدة

تشرين- بشرى سمير:
بيّن المدير العام للمؤسسة العامة لمياه الشرب والصرف الصحي في دمشق وريفها محمد عصام الطباع أنه يتم تعقيم و فحص المياه يومياً سواء كان من مصادر المياه الرئيسة أم الآبار وكذلك في مناطق في ريف دمشق التي يتم تزويدها بمصادر محلية وأضاف: المخبر المركزي يقوم بجولات دائماً لأخذ عينات من الشبكة الموزعة في المناطق سواء في دمشق أو ريفها، ومراقبة جودة المياه لجميع مصادر مياه مدينة دمشق بجلب عينات مياه يومية من كافة المصادر الرئيسية ومن خزانات التجميع وكافة أطراف شبكة التوزيع ضمن برنامج دوري منظم من عناصر فنية ومؤهلة.

مياه الفيجة عذبة وخالية من الجراثيم ونسبة الكلور فيها قليلة جداً وتتبخر

ولفت إلى أن العينات تخضع حسب الحاجة إلى التحاليل الفيزيوكيميائية والجرثومية والبيولوجية وتحليل الكربون العضوي الكلي والنتروجين الكلي وتحليل المعادن الثقيلة والتحاليل العضوية وفق الطرق القياسية المعتمدة قطرياً وعالمياً والمخبر المركزي يقوم بدراسة طبيعة المياه وتحديد جرعة الكلور اللازمة للتعقيم، إضافة إلى مراقبة الكلور الحر المتبقي في المياه الموزعة لافتاً إلى أن النتائج تؤكد عذوبة مياه نبع الفيجة الرئيسي وخلوها من الجراثيم. وخلو المياه الموزعة من التلوث الجرثومي ونسبة الكلور الحر المتبقي فيها بحدود 0.3 ملغ/ للتر ونسبة أملاحها أقل من الحدود المسموح بها في المواصفات القياسية إضافة إلى أن تراكيز المواد العضوية والمواد غير العضوية معدومة أو أقل من حدود الكشف وبالتالي فهي أقل بكثير من النسب المسموح بها في المواصفات القياسية.
من جانبه الدكتور مثنى غانم مدير البيئة في ريف دمشق أشار إلى أن نسب الكلور المستخدمة في تعقيم المياه تعتمد على نوع البكتيريا والطفيليات الموجودة في المياه، وتستخدم بنسب دقيقة جداً ولا تشكل أي خطورة. ولا تسبب السرطان والكلور يضاف بكميات مدروسة ويتبخر، وتتم إضافة التعقيم بشكل سائل في عملية تسمى “الكلورة”، وهي عملية فعالة في قتل الفيروسات والبكتيريا والديدان الطفيلية، لكنها غير فعالة في التخلص من بقية ملوثات الماء منها عكارة الماء أو الطعم والرائحة، بالإضافة إلى المواد الكيميائية التي قد تكون موجودة بالمياه.
ولفت إلى أن كمية الكلور تتراوح ما بين 0.02 و0.05 مليغرام للتر الواحد من الماء، ومبيناً أنه ينحصر دور المديرية في حال حدوث مشكلة تقوم بأخذ عينات وتحليلها.
وفيما يتعلق بتأثير الكلور على الصحة وتسببها في حدوث السرطانات حاولنا أخذ رأي مديرية الصحة في دمشق لكنها اعتذرت وبينت أن هذا لا يندرج ضمن اختصاصها، ورمت بالكرة في ملعب كلية الطب.

طباع: المياه الموزعة خالية من التلوث الجرثومي ونسبة الكلور الحر المتبقي فيها بحدود 0.3 ملغ/ للتر

لهذا تواصلت “تشرين” مع الدكتور نور الدين عزت اختصاصي أمراض الجهاز الهضمي الذي بين أن شرب الماء المعالج بالكلور يزيد من خطر الإصابة بسرطان المعدة والأمعاء على مدى الحياة بنسبة 50 إلى 100٪ لافتاً إلى أنه يتم استخدام الكلور كمطهر ومعقم للمياه المعدة للشرب لكنّ استخدام هذا العنصر القوي (الكلور) له آثار إيجابية وسلبية على الجسم، فعلى الرغم من المنافع التي حققها الكلور لتعقيم الماء إلّا أنّه بالمقابل له تأثيرات ضارة بصحة الإنسان ولفت إلى أن العلماء ربطوا استخدام الكلور بمجموعة من الأمراض بما في ذلك مشاكل الإنجاب، ومشاكل جهاز المناعة، والنوبات القلبية، والتأثير سلباً على البكتيريا النافعة في الأمعاء.
ودعا الدكتور عزت إلى الابتعاد عن شرب المياه المعالجة بمادة الكلور من خلال شراء منتجات المياه المعدنية أو استخدام أجهزة الفلترة التي تساعد على تصفية المياه من كل المواد التي قد تشكل خطراً على صحة الإنسان وعلى رأسها الكلور الذي يعكر المياه ويؤثر في مذاقها.

اقرأ أيضاً:

ملف «نشرين».. مخاطرها تزداد بتغيرات درجة الحرارة وزمن التماس بين الغذاء وجدار مادة التغليف.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار