العود جزء من هويّة سورية.. والآلة رقم واحد لأي ملحّن وعازف
تشرين:
لايزال العود صديق السوريين ومؤنسهم والأقرب إلى قلوبهم وهو ليس مجرد آلة موسيقية، بل هو جزء لا يتجزأ من تاريخهم وحاضرهم، وسيبقى كذلك في مستقبلهم، فحكايته في بلادهم تعود إلى آلاف السنين.
تشتهر سورية بصناعة آلة العود والعزف عليها، فهذه الصناعة واحدة من الحرف اليدوية التي تحتاج إلى مهارة كبيرة، كما أن للعود السوري أنغاماً خاصة تميزه عن غيره من آلات العود.
وللسوريين وفاء كبير للعود، فهو يتنقل معهم أينما ذهبوا، يعلّمون العزف عليه ويتعلمونه، وفي تشرين الثاني الماضي أدرجت منظمة اليونيسكو صناعة العود السوري والعزف عليه على قائمتها للتراث الإنساني وأعطت شرحاً عن صناعته ونغماته.
ويلفت الناقد الفني أحمد بوبس إلى أن العود جزء أساسي من هوية المنطقة عموماً وسورية تحديداً، لأنه يعد الآلة رقم واحد لأي ملحّن وعازف في سورية، وتستخدم آلة العود الوترية في الموسيقا العربية والتركية والفارسية ووسط آسيا وجنوب إسبانيا وموسيقا الشرق الأوسط والصومال، وعرفت مبكراً في العالم العربي وانتقلت منه إلى جميع أنحاء المعمورة.
يتحدث بوبس عن الأخشاب الداخلة في صناعة العود، حيث تستعمل أصناف متعددة أغلبها محلية المنشأ، من أبرزها خشب الجوز لجماليته وعمره الطويل، إلا أنّ ثمنه مرتفع، لذا يمكن إدخال خشب متجانس من قبيل «الأبنوس» في المسطرة أو مفاتيح العود.
ويتميز وجه العود السوري بالفتحات الدائرية الثلاث، التي يطلق عليها محلياً اسم “القمرات”، في حين أنّ فتحات العود الأخرى بيضاوية الشكل، حيث “يفضل الدمشقيون الفتحة الدائرية لكي ينقش الصانع اسمه عليها، ويحفر المقامات الموسيقية فيها.