رجال المرور شكراً
هي رحلة مشحونة بالألم والقهر، لم تتجاوز الربع ساعة في سيارة الإسعاف، كادت فيها أن تكون أرواحنا جميعاً مع مريضتنا عرضة للخطر، نحن الذين نسابق الزمن للوصول إلى المشفى، والكثير من سائقي السيارات والميكرو باصات وحتى المشاة يسابقون سيارة الإسعاف وصوتها الذي يعلن أن هناك حالة إسعافية لا تنتظر، ومع ذلك كل سائق يسعى ليأخذ دوره في الطريق أمام الإسعاف من دون التفكير ولو لحظة أن الدقيقة الواحدة قد تكلف المريض حياته، فكيف إذا كان هناك أيضاً أشخاص آخرون كادت أن تكون حياتهم في خطر!!
لنعترف جميعاً أن ثقافة التعامل مع سيارات الإسعاف أثناء سيرها في الشوارع لا تزال في حدودها الدنيا، وأن إعطاء الأولوية لها قد يكون سبباً في إنقاذ حياة المريض، ولكن البعض لا يهتم بالتحذير الذي تطلقه السيارة ولا بصفارة الإنذار ولا بالأضواء، لتسهيل حركتها المرورية وعلى العكس من ذلك يسابق لاستغلال الوضع، متناسين أنه يجب عدم السير أمام الإسعاف وعدم اللحاق بها، وأن على جميع السيارات إفساح الطريق لسرعة الوصول لإنقاذ الأرواح.
وحدهم رجال المرور كانوا العون والسند، تأهب واستنفار في الطرقات كافة التي قطعناها ولولاهم لكان جميع من في السيارة عرضة للحوادث، مهمتهم لم تكن سهلة، واضطروا للوقوف أمام أرتال من السيارات لمنع التصادم، وكم سمعنا عنهم وعن مبادراتهم بقيادة دراجاتهم النارية والسير لاختراق الطرقات المزدحمة، وكسب دقائق قد تكون الفيصل بين الموت والحياة، هؤلاء يستحقون فعلاً كل التقدير والاحترام، ومن القلب شكراً.
نحن اليوم أحوج ما نكون لحملة توعوية هدفها نشر الوعي بين سائقي السيارات والمشاة لإفساح الطريق أمام سيارة الإسعاف والابتعاد عنها لحفظ الأمن والسلامة للجميع، لأنه وبصراحة أرواح الجميع تكون على المحك، ومن لا تردعه الإنسانية والضمير لربما تردعه القوانين، وهذا يعني مخالفة كل من يعوق وصول سيارات الإسعاف إلى المشفى لأن دقائق قد تنقذ أرواحاً!!