المنظومة الكروية؟!
بين الفينة والأخرى يشدني الواقع الرياضي للعودة إليه مجدداً، فالمنظومة الكروية بعد سلسلة الإخفاقات بحاجة لإعادة النظر، في نمط تفكيرها وعملها، وطريقة تعاطيها مع الواقع، لأننا كجماهير قبل أن نكون متابعين مللنا من مسلسلات التبريرات المختلفة غير المنطقية لهزائمنا الكروية، فأين المعنيون من مقولة” وكما نجحنا في معارك البطولة- معارك العزة والفخار- علينا النجاح في معركة الرياضة”.
لاعبونا يتألقون في الخارج، وفي المحافل كلها، ويسجلون حضوراً لافتاً في الدوريات التي يلعبون بها، لكن معظمهم مع المنتخبات إما يعتذر أو لا يقدم المستوى المطلوب، وآخرون يخشون الإصابات، فيكون العطاء لديهم من دون المأمول منهم.
والمؤسف أكثر أننا لم نوفق حتى الآن، بمن يحسن توليف تلك المجموعات الجيدة من الخامات، التي يتمناها أي مدرب محنك بالشكل الأمثل.
إذا كان مزمار الحي لا يطرب، والوطني لا يحقق الطموح، فماذا فعل الأجنبي في كرتنا، يبدو أنه أتقن المسوغات، التي يسوقها عادة إلينا المسؤولون، لتبرير أي إخفاق أو مسألة تعبر الجماهير عن دهشتها واستغرابها لما يقال.
لسنا هواة تشهير بأحد، ولم نمارس هذا الدور قط، لكننا مع الحالة التي نعيشها في المدرب الهولندي نقول: يبدو أنه اتقن جيداً، أو حفظ عن ظهر قلب عبارات وأحاديث المسؤولين، وقبل كل مناسبة يتحفنا بمعنويات ترتفع إلى السماء، وعند الامتحان يكرم المرء أو يهان.
وبصراحة لم يوفق حتى الآن في أي من المهام التي كلف بها.
شخصياً كنت على الدوام مع تغيير العقلية التي تدار بها كرة القدم، لجهة أنها بلسم الفرح الذي ننشده ونتطلع له، في ظل الواقع المعاشي الصعب، الذي فرضته ظروف الحرب على الوطن، والتي نضع عليها كل إخفاقاتنا والشماعة التي يلوذ بها المتقاعسون عن العمل، متناسين الحالة الداخلية التي لم ترتق إلى مستوى الطموح من حيث الأداء، في معظم مفاصل العمل.
حالة كرتنا تشبه حالة الكثير من مفاصل العمل، التي تتطلب إعادة هيكلة لها، لتسمو إلى مستوى الطموح والتطلعات، فهل نفعل ذلك؟
أم نعيش حالة الأسى والبكاء على الأطلال، ونتغنى بالأمجاد الماضية، ولا نسعى لنكون حاضرين فاعلين في رسم الصورة الإيجابية، التي يمكن لكرة القدم أن تمثلها في المحافل العربية والقارية والدولية.
باختصار: اعملوا للوطن.. اعملوا لمنتخبات الوطن.. سخروا خبرتكم ومعارفكم وعلاقاتكم العربية والدولية، لبناء منتخبات قوية قادرة على مقارعة الآخرين، وأن تسجل بصمة للمعشوقة الأولى في قلوب السوريين جميعاً، فنحن بأمس ما نكون لتلك اللحظات من الفرح، في زمن القحط الذي طال العديد من المستويات.