«فورين بوليسي»: واشنطن هي الخاسرة الأولى بسبب نهجها العدائي إزاء التجارة العالمية
تشرين:
اعتبرت مجلة «فورين بوليسي» الأمريكية أن الولايات المتحدة ستكون الخاسر الأول إذا ما اختارت إعلاء الاعتبارات السياسية قصيرة الأجل فيما يتعلق بالتجارة والنظام التجاري العالمي.
وقالت المجلة: إن كل المنافع الهائلة التي تحققت بفضل تحرير التجارة ستصبح على المحك بسبب ممارسات واشنطن ونهجها العدائي، بما يشمله من سن أحكام صارمة على نحو متزايد، وتقويض النظام التجاري العالمي القائم على القواعد.
وأشارت المجلة، إلى أن انخراط الولايات المتحدة المتزايد في سباقات التسلح يعرض مكاسبها التجارية للخطر، فلن تقبل البلدان الأخرى ببساطة وجود حواجز أعلى أمام منتجاتها في السوق الأمريكية، دون أن ترد بالمثل، وستكون النتيجة خسائر في الرفاهية، وتراجعا في نمو الإنتاجية لجميع المعنيين.
وأوضحت المجلة، أنه رغم عمل إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن على إطار عمل يهدف إلى التعاون مع الحلفاء الآسيويين في مسألة سلسلة التوريد، إلا أن الأمر يسير بقليل من الزخم لأنه لا يحسن وصول الشركات الموجودة في البلدان الشريكة إلى السوق الأمريكية.
وفي إشارة إلى التكاليف الكبيرة التي سيتحملها المستهلكون الأمريكيون، حيث يتعين عليهم شراء منتجات مصنوعة بمتطلبات المحتوى المحلي، ما يعني بالضرورة استبعاد الخيارات عالية الكفاءة وتقليل المنافسة، قالت المجلة: إنه مع استمرار التضخم عند مستويات غير مسبوقة منذ الثمانينات يجب على صانعي السياسة في الولايات المتحدة إعطاء الأولوية لمنح المستهلكين إمكانية الوصول إلى خيارات أقل سعراً.
وشددت المجلة على حقيقة أن الاعتبارات السياسية هي التي تسببت في التحول الحالي، مشيرة إلى أن الديمقراطيين في الولايات المتحدة يبذلون ما بوسعهم لمنع الجمهوريين من التفوق عليهم في حماية الصناعات المحلية بالقيود التجارية، وخاصة في قطاع التصنيع.