يبحثُ عن النقد الذي يشير إلى مكامن الخطأ.. أحمد حلاق: في داخلي فنٌّ كثير لم يظهر بعد

تشرين- ميسون شباني:
علاقة فنية جمعته مع الفنان الراحل عازار حبيب.. فمن رئيس لفرقة الراحل الموسيقية انتقل إلى الشاشة الصغيرة، واشتغل بموهبة تتلاءم مع كل الشخصيات التي قدمها، إضافة لعدد من المواهب التي يتقنها كالتأليف والمونتاج والإخراج.. (تشرين) التقت الفنان أحمد حلاق، وتحدثت عن بعض ما قدمه في آخر موسمٍ للدراما، وكان هذا الحوار:
* كان هناك اختلاف واضح للشخصيات التي قدمتها في موسم الدراما الأخير.. لنتحدث عن خياراتك الفنية؟
أنا دائم البحث عن شخصية مختلفة تمنحني مساحة للاشتغال فيها، وعبرها أغير وأبدل، وأضيف حسب المتاح، وأبحث عن مساحة فنية لإظهار هذه الإمكانات.. مساحة تسمح لي بالتعبير والتحرك عبر الأداء في الشخصية، وهذا حدث في الشخصيات التي قدمتها من الشخصية العسكرية في مسلسل «العربجي» إلى شخصية البائع في «مربى العز» إلى المعلم أو أستاذ المدرسة في مسلسل «خريف عمر» ومنذ بداية الشخصية أبحث عن مساحات للاشتغال فيها من خلال البناء السيكولوجي للشخصية وإضافات للقالب المرسومة فيه، وما يشدّني أكثر الشخصيات الإشكالية التي تمتلك حضوراً درامياً وحتى مجتمعياً، وتحتاج لجهد مضاعف من الفنان.. إضافة إلى أن مساحة الشخصية هي التي تسمح للممثل أن يبدع، وتتيح له مجالاً للتفكير والاشتغال على المشهد الذي يليه، وماذا سيضيف، وماذا سيقدم،ٍ وكيف سيحافظ على الكاركتر، وألا يكون هناك خلل ضمن السياق الدرامي، بمعنى أن تكون الشخصية متزنة، أي شخصية لها مواصفات معينة، ويستطيع الممثل الإمساك بخيوطها كلها، وأن تكون مفاتيحها بيديه.
شخصيات في الذاكرة
* لكن قد تكون المساحة قصيرة ومؤثرة في صيرورة الحدث الدرامي؟
لم يصلني دور مؤثر بهذا الشكل كشخصية، ربما يكون هناك نجم يقدم شيئاً كهذا أي حضوراً فاعلاً ومحركاً للحدث الدرامي، وأستطيع القول إنني شاركت في الدراما وحتى الآن الدور الذي أحبه لم يصل بعد، وأنا أديت هذا العام شخصية صعبة ومركبة عبر مسلسل «وصايا الصبار» مع المخرج سمير حسين ، وكانت الشخصية مؤثرة جداً في سياق الأحداث، في داخلي فن كثير لم يظهر، بعد وأرسم في مخيلتي شخوصاً وكاركترات معينة أتمنى إحياءها على أرض الواقع.
الدراما رسالة
* هل يعنيك النص بشكل عام أم الشخصية؟
النص بشكل عام يعني لي طبعاً، لأن الدراما في الأساس هي رسالة وتقييم لحالة فنية معينة وتثقيف مجتمع، وهي تقدم إضاءة لمشكلة معينة من وجهة نظر فنية وربما تقدم حلولاً، وأنا أنظر إلى دوري بحيث يكون للعمل هدف وقيمة أدبية وفنية ومجتمعية وأبحث فيما بعد عن الشخصية وطبيعة ما ستقدمه..
* اشتغلت مع معظم المخرجين في سورية، وكل واحد منهم قدمك عبر شخصية مختلفة، ما الشيء الذي لم يظهر عندك؟
الكوميديا.. وأشعر بأنني لم آخذ فرصتي في الكوميديا، والمحيطون بي دائماً يقولون إنني أملك حساً كوميدياً عالياً يجب استثماره عبر الدراما، وخاصة أن سرعة البدهية حاضرة.
الحظ خدمني
* هل فكرت في البحث عن شخصية مغايرة وتختلف عن طبيعتك؟
كنت أستغرب وأستهجن التغيير في بداياتي، أما الآن فأنا جاهز لأي تغيير وقابل لأداء أي شخصية، شرط أن تخدم حضوري الفني.. والشخصية التي أقدمها، وأعتقد أن الثقافة الدرامية والخبرة هما طريق الوصول إلى محبة المشاهدين ، فرصيد أي فنان هو الجمهور، وخاصة إذا كانت الشخصية تخدم النص وقريبة من الجمهور، والبحث البّناء يضيف خبرات تراكمية للشخصيات التي أقدمها، وأعتقد أن الحظ خدمني، فأنا لم أكرر نفسي حتى الآن ، ولم أؤد أي شخصية تشبه الأخرى.
النقد البناء
* هل تنظر لأدائك بعين الناقد الفني؟
أي أداء مهما كان يرافقني الانتقاد الذاتي وتحضر الـ«لو» بقوة عندما أشاهد أياً من شخصياتي، رغم حالة القبول من المحيطين ، وأنا أبحث عن النقد البّناء لأنه يشير إلى مكامن الخطأ، ويجعلني أصوبها، وأطورها، ويضيف لملاحظاتي ملاحظات، أي عين ثالثة تتعلق بالمهنية والأسلوب وطريقة الأداء فأنا آخذ بها.
الفن المتعدد
* هل هناك شخصية تمنيت أن تؤديها من الشخصيات، وأقصد الشخصيات التي حققت حضوراً خاصاً في رمضان؟
لدي هذه الغيرة، وأنا من هواة الفن المتعدد، وهناك تغير هائل للكاركترات التي قدمها نجومنا كاركترات مهمة، وواضح كمّ الاشتغال الكبيرعليها في كل تفصيل، وأتمنى أن أكون مكان بعض الشخصيات منها شخصية «الهرايسي» التي قدمها باقتدار الفنان طارق مرعشلي وكان لها شكلها الخاص وحضور مختلف، وأيضاً شخصية «شومان» التي أداها ببراعة الفنان الراحل محمد قنوع، لكن شخصية الهرايسي تمنيت فعلاً أن أؤدي شخصية تشبهها في ملامحها وبنيتها وتركيبها الدرامي.
* ماذا عن جديدك اليوم؟
على صعيد السينما أنا بصدد التحضير لإنجاز فيلم سينمائي، ولكن أنتظر قدوم الشتاء، لأن قصة الفيلم تدور في فصل البرد والمطر، ويحتاج إلى أجواء باردة، وهناك أكثر من فرصة، وكله قيد القراءة.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار