شكراً إمارات الخير
هويتي مدرستي.. فرسان التعليم..كسوة العيد..الأضاحي..أربع مبادرات أطلقتها عملية الفارس الشهم 2 الإماراتية في المرحلة المقبلة، في نطاق تقديم المساعدات للمحافظات المتضررة من الزلزال، الذي أصاب سورية في السادس من شباط الماضي.
مبادرات الإمارات في نطاق المساعدات التي وصلت لتقديم 11160 طناً من المساعدات الغذائية والإغائية، حسب رئيس وفد الهلال الأحمر الإماراتي في سورية محمد الكعبي، لم تكن الأولى في تاريخ العلاقات الوطيدة بين البلدين، فإمارات الخير كانت على الدوام سباقة بين الأشقاء العرب في تقديم يد العون والمساعدة في أكثر من جانب، ومشكورة على ذلك.
وكلنا يذكر كيف سارعت الإمارات بعد انهيار سد زيزون في الرابع من حزيران عام 2002 إلى المساعدة بأشكال متعددة، للتخفيف من وقع انهيار السد، الذي أدى إلى غمر أربع قرى و60 كيلومتراً مربعاً من الأراضي الزراعية، ووفاة 27 شخصاً، وخاصة من المناطق التي كانت قريبة من السد.
هذه المبادرات تعكس مدى محبة “عيال زايد” لسورية، والمكانة التاريخية التي تحظى بها سورية ويكنها الإماراتيون للوطن، الذي ساهم أبناؤه في بناء الحضارة الإماراتية، ولا يزال الكثير من السوريين يقدمون جل خبرتهم، ويتفانون في بناء صرح الإمارات على أكثر من صعيد، ومن طبيعة من يمتلك الوفاء والفروسية والشهامة، أن يبادر لمساعدة شقيقه في الملمات التي تصيبه.
الوفاء والأصالة سمة لا يتمتع بها، ولا يملكها إلا أبناء العروبة الأصلاء، الذين يشعرون بمعاناة الأشقاء، فيسارعون للمبادرة وتقديم يد العون في أحلك الظروف وأصعبها.
أمتنا العربية اليوم كم هي بحاجة ماسة لتضافر الجهود، وقد لمس المعنيون جميعهم الأخطار المحدقة التي تحيط بها من كل حدب وصوب، ولا توفر أحداً، وقد آن الأوان للوقوف صفاً واحداً في وجه تلك التحديات على المستويات جميعها السياسية والاقتصادية والاجتماعية والزراعية، وكل ما يهدد مقومات الأمة.
اليوم وخاصة بعد قمة جدة التاريخية، نحن أحوج ما نكون إلى صور التكامل العربي بكل تفاصيله، ولتكن البداية من التكامل الزراعي، الذي يشكل الأمن الغذائي لأمتنا العربية، ولنعمل على تحقيقه في أسرع ما يمكن، لأنه بوابة الأمان للأمة، ومصدر تعافيها وحمايتها من كل الأخطار المحيطة بنا.