تدهور المصادر
مؤشرات مصادر مياه الشرب باتت غير مبشرة أبداً، فهي على اختلافها في تراجع مستمر، وكل فترة يتم تداول أحاديث حول فقدان أحدها نتيجة جفافه، الأمر الذي ينعكس سلباً على تأمين احتياجات التجمعات السكانية ويزيد من معاناتها.
أسوأ تلك المؤشرات تجسد بالجفاف التام لينابيع المزيريب وعيون العبد والبجة، التي كانت تغذي العديد من التجمعات السكانية، فيما يتواصل هبوط غزارات ينابيع أخرى ولا سيما زيزون وعين السخنة وعين ذكر، ومتوقع تراجع غزارة ينابيع الأشعري خلال فصل الصيف الحالي، التي تعد حيوية جداً في تغذية مدينة درعا وغيرها الكثير.
وحال آبار مياه الشرب ليست بالأفضل، فهي على المنحى نفسه، إذ إن الكثير منها خرج عن الخدمة نتيجة جفافه، وآخرها بعض آبار محطة ضخ القنية – الصنمين، وكامل آبار بلدة الطيبة الست، وهناك أخرى تراجعت مناسيبها وتنذر بجفافها التام وغيرها على الطريق.
ومن أهم العوامل المسببة غير انخفاض الهاطل المطري الذي لا يسعف بتعويض الفاقد من مخزون المياه الجوفي، هو استفحال ظاهرة الآبار الزراعية العشوائية المخالفة التي حفرت بالآلاف خلال السنوات الفائتة، ولا تزال مستمرة إلى يومنا هذا مستغلةً الظروف السائدة.
إذاً مؤشرات واقع مصادر المياه في محافظة درعا خطرة للغاية وهي مستمرة بالتدهور، وبقاء الحال على ما هي عليه يعني أن كارثة تنتظرنا لجهة فقدان مصادر مياه الشرب الواحد تلو الآخر، ما يخلف معاناة شديدة للسكان ويعقد الحلول أمام الجهات المعنية، والمطلوب التنسيق بين الجهات المعنية والمختصة والمجتمع المحلي والتدخل الفوري بردع ظاهرة حفر الآبار العشوائية، ووضع ضوابط لترشيد استهلاك القائم منها، وردم تلك التي لم تراع حرم ينابيع وآبار مياه الشرب.. فهل من مستجيب قبل أن تقع الفأس بالرأس؟.. كلنا أمل بذلك.