خريطة تكامل عربي بتوقيع الرئيس الأسد
د. حسنين محمد علي:
استطاع الرئيس الأسد أن يشغل العقول والدول قبل القمة، وأن يخطف الأبصار من لحظة وصوله إلى جدة حتى مغادرته، ليكون نجم هذه القمة بكل معنى الكلمة.
فخلال خمس دقائق أنجز توصيفاً دقيقاً للواقع الدولي والإقليمي والعربي، وفضح السياسات اللاإنسانية واللاأخلاقية والعنصرية، التي تنتهجها بعض الدول، وكيف وصل تأثيرها إلى المضمار العربي.
و ببصيرته النافذة حدد الأمراض والعلل التي تعتري هذه الأمة ووصف العلاج المناسب لها، بعد تحليل المخاطر والتهديدات وكيف يمكن تحويلها إلى فرص وطاقة لمواجهة التحديات.
لقد عرّى سيادته جرائم الكيان الصهيوني، و نبّه من يلزم تنبيهه إلى خطر الفكر العثماني الإخواني المتطرف.
كما صاغ تعريفاً جاملاً للعروبة الحقيقية بأنها عروبة الانتماء لا عروبة الأحضان .
و وضع رؤية وخطة إستراتيجية للمرحلة القادمة لتطوير عمل الجامعة العربية، والتأسيس الفعلي لإستراتيجية العمل العربي المشترك، واستثمار المصالحات في المنطقه بما فيه الخير لشعوبها، والتنبيه لأهمية التكامل العربي في تحقيق التنمية المستدامة وإقامة تكتل عربي ذي شأن، تكتل فاعل لا منفعل يحقق النمو الازدهار لجميع الدول العربية.
ثبت للعالم أن سيادته النجم الساطع من قلب العروبة النابض.. سورية الصامدة واسطة العقد وجامعة قرار الجامعة العربية.
فلا رؤية ولا مؤسسات فاعلة للعمل العربي المتكامل من دون سورية، هذا ما ثبت خلال سنوات نفاذ القرار الخاطئ بتجميد عضوية سورية في الجامعة، بعد التقهقر الكئيب لكافة البرامج والاتفاقات والتفاهمات التي كانت قد وضعت موضع النفاذ قبل العام ٢٠١١.
فمن دون سورية الدولة والشعب والقيادة الحكيمة، لن يكون ثمة عمل عربي مشترك حقيقي، وهاهو السيد الرئيس قد رسم ملامح الأفق الجديد، إن كان الأشقاء العرب يضمرون فعلاً نيات طيبة وإرادة حقيقية، لتحقيق الانعطافة المطلوبة نحو الخلاص.