سابقة تثير ألف سؤال وسؤال.. تمزيق الكتب بعد نهاية الامتحان«فشّةُ خلقٍ» أم انتقامٌ.. وأي رسائل التقطتها الوزارة؟؟
تشرين- دينا عبد:
فشة خلق، أم إنها فرحة بانتهاء فترة الامتحانات العصيبة التي تدفع الطلاب لتمزيق كتبهم أمام أبواب المدرسة إعلاناً عن انتهاء الامتحانات واحتفاءً ببدء العطلة الصيفية؛ إذ تعد من الظواهر السلبية التي يمارسها الطلبة، مع نهاية العام الدراسي، فتظهر بعض التصرفات السلبية منهم متمثلة بتمزيق الكتب المدرسية والأوراق بشكل عشوائي؛ الأمر الذي يحدث أثراً سلبياً سيئاً على احترام العلم، ويزيد من الأعباء وجمع النفايات على كاهل عمال النظافة والبلديات.
يقول ياسر أستاذ مادة الفيزياء إن المرور أمام المدارس بعد انتهاء الامتحانات يكشف لنا حجم السلوك السلبي الذي يمارس بحق الكتاب ومعلمه في اعتداء على مسيرة عام دراسي بالكامل قضاها الطالب في الدرس والمتابعة والتحضير والاستعداد للاستفادة مما هو موجود ومخزون في بطون الكتب من علم ومعرفة واجتياز هذه الامتحانات، ليتمكنوا من الانتقال إلى صفوف دراسية أعلى.
معلمون: ظاهرة سلبيّة وتصرفٌ غير حضاريّ ولم تعد محصورةً بالذكور
المعلمة (لبانة)مدرسة في إحدى المدارس الحكومية تجد أن هذا التصرف ظاهرة سلبية، وتصرف غير حضاري، وهي تأسف لقيام الطلبة بمثل هذه التصرفات،وبعد أن كانت هذه التصرفات محصورة بالذكور، نرى اليوم الفتيات أيضاً يقمن بالتصرفات ذاتها، ولكن بصورة أبشع.
وتضيف لابدّ للأهل من العمل على تقويم السلوكيات السلبية التي يقوم بها أبناؤهم، إلى جانب دور المدرسة في هذا الشأن، مؤكدة أن تربية الأبناء لا تقتصر على السنوات الأولى من العمر فحسب، بل عندما يكبرون يحتاجون للتوجيه بشكل أكبر نتيجة انحرافهم بسبب مصادقتهم لرفاق السوء وتقليد تصرفاتهم.
الموجهة التربوية صبا حميشة ترى أن هذه ظاهرة ليست جديدة على سلوك الطلاب، فهي حالة نفسية وسلوك انتقامي بسبب حالة الكبت والضغوط النفسية التي قد يتعرض لها الطلاب في فترة الامتحانات؛ أما أن تحصل بشكل جماعي، فأعتقد أن هذا الأمر كان مخططاً له منذ فترة من مجموعة من الطلبة الأشقياء، ما لبث أن انضمت لهذا العمل المعيب مجموعة أخرى من الطلاب بدواعي التقليد!.
في الأغلب يرجع الكثيرون أسباب تمزيق الكتب المدرسية إلى كراهية الطالب لبعض المواد فور نهاية الامتحان، وهناك من يسوّغ إهمالها بأنه يحصل عليها مجاناً.
وهنا تقول المرشدة إنه يجب التوعية من قبل الكادر التعليمي بإرشاد الطلاب بألا يرموا كتبهم المدرسية المستعملة؛ فما لا يحتاجه أحد الطلاب يحتاجه غيره.
ويجب توظيف الإذاعة المدرسية داخل المدرسة لتوعية الطلبة بأضرار رمي الكتب وتخصيص جوائز تشجيعية ومكافآت للطلاب الذين يحافظون ليس فقط على كتبهم، وإنما للذين يحافظون بشكل عام على أثاث المدرسة ونظافتها وممتلكاتها.
دائرة البحوث في تربية دمشق: تخفيض علامة السلوك للمخالف
رئيسة دائرة البحوث في مديرية تربية دمشق إلهام محمد بينت الخطة التي تعمل عليها وزارة التربية، إذ أشارت إلى أنه نتيجة ملاحظة وجود البعض من التلاميذ والطلاب، الذين لا يمتلكون الإحساس بالمسؤولية والوعي الكافي للمحافظة على الممتلكات المدرسية، والتي يعدّ الكتاب المدرسي جزءاً منها، كانت خطة العمل لوزارة التربية إصدار تعميمات للمحافظة على الكتاب المدرسي، شملت معظم الكادر الإداري والتدريسي، من خلال تشكيل لجنة لتسليم واستلام الكتاب المدرسي، ومن مهام هذه اللجان توجيه التلاميذ للحفاظ على الكتاب المدرسي والعناية به، لأنه ملك له ولغيره، وسيتم استرداده في نهاية كل عام دراسي، وتغريم الطالب بثمن الكتاب في حال الإهمال وعدم المحافظة عليه، وتخفيض علامة السلوك للطالب صاحب المخالفة؛ إضافة للتأكيد على الإرشاد النفسي والاجتماعي لإدخال موضوع الحفاظ على الكتاب المدرسي في الخطة الإرشادية، ويتم من خلالها شرح أهميته، وأنه ملك جميع الطلاب؛ من خلال استثمار حصص التوجيه الجمعي، وتشجيع وتكريم نماذج من الطلاب ممن يحافظون على كتبهم، واستثمار مجالس أولياء الأمور لتوجيه الأسرة لتكون شريكاً حقيقياً ومسانداً في رفع الوعي لدى الأبناء للمحافظة، ليس فقط على الكتاب، إنما على أثاث المدرسة ككل.