6 ملايين ليرة تكلفة “القيصرية” في بعض المشافي.. وأطباء يكشفون عن ازدياد لافت في محاولات الإجهاض هرباً من القادم
تشرين – دانية الدوس:
لم يفصحوا عن النسبة لكنهم جميعاً أكدوا انخفاض نسبة الولادات في العام الحالي والسبب ليس ارتفاع تكاليف الولادات بل ارتفاع أسعار المعيشة وتكاليف التدريس، أكثر من طبيب وطبيبة اختصاص نسائية التقيناهم لاحظوا أن أغلب النساء بدأن يكتفين بولد واحد بينما كان وسطي عدد الأولاد التي ترغب النساء بإنجابهن 4 أطفال.
حالتان إلى ثلاث حالات يومياً من النساء اللواتي يأتين إلى عيادة الدكتورة رزان بغاية إجهاض الجنين وهي ترفض تلك العملية من أصلها لأنها أقسمت عند مزاولتها المهنة العمل بمهنية وأمانة، وعندما تسألهن عن السبب يجبنَها بسبب غلاء المعيشة وصعوبة التربية في ظل الانفتاح الفضائي وانخفاض الدخل.
تكشف الطبيبة النسائية عن قلة نسبة الولادات فأحياناً تمر أشهر من دون أن تأتيها حالة ولادة بعد أن كانت تقوم بإجراء عملية كل يومين على الأقل، تضيف: كما تجد الأسرّة في مشافي التوليد في بعض الأيام فارغة بعد أن كانت تخرج المريضة فوراً نتيجة ضغط الولادات، حتى المعاينات تكاد تختفي بآخر الشهر، ناهيك بأن أغلب العرسان حالياً يأتون لأخذ مانع حمل بسبب تفكيرهم في السفر.
تباين كبير في أسعار الولادات القيصرية تبدأ من 800 ألف لتصل إلى 6 ملايين ليرة في بعض المشافي، بينما تبدأ أسعار الولادة الطبيعية من 400 ألف لتصل إلى مليونين، وهناك أطباء يرفضون رفضاً قاطعاً إجراء عملية ولادة طبيعية للمريضة بغض النظر عن حالتها، فأجرة الولادة الطبيعية بالكاد تفي حقها.. تقول الدكتورة رزان يجب أن يكون سعر الولادة الطبيعية أعلى من الولادة القيصرية فهناك بعض الحالات يبقى الطبيب يوماً كاملاً مع المريضة لحين ولادتها.
ورغم الارتفاع الكبير في أسعار الولادة إلّا أن الطبيبة النسائية أكدت أن هذا الارتفاع لم يصل لدرجة ما وصل إليه أطباء القلبية من ارتفاع في أسعار كشفياتهم وأطباء التجميل الذين باتوا يتقاضون أجرتهم بالدولار على عينك يا تاجر، حتى إنه بالكاد يؤمن تكاليف المهنة الشاقة فأحياناً أجرة شهر بالكاد تكفي إصلاح جهاز الإيكو أو أي جهاز يتعطل في العيادة، فشراء مواد بسيطة للعيادة كان سعرها 3 آلاف ليرة باتت تكلف اليوم 500 ألف ليرة، فقد أصبح سعر الشاش 30 ألف ليرة، وعلبة سيديات من أجل الإيكو بات سعرها 80 ألف ليرة وعلبة “بفيدون” 5 ليترات وصل سعرها إلى 85 ألف ليرة، ناهيك بأن الطبيب يحتاج إلى تطوير نفسه دائماً عبر السفر لحضور المؤتمرات العلمية.
وتساءلت: من الطبيب الذي يستطيع أن يشتري عيادة في هذه الأيام، لا بل من يستطيع أن يستأجر عيادة وتكلفة أقل عيادة 500 ألف ليرة، أو يشتري جهاز إيكو وتكلفة أقل جهاز إيكو 10 آلاف دولار وصولاً إلى الصيني الذي يبلغ سعره 14 ألف دولار ويمكن أن يصل إلى 40 ألفاً حسب نوعه؟.
وتعجبت الدكتورة رزان من التناقض الذي تجده أحياناً عند بعض المرضى فأحياناً تتفاجأ بعد المفاصلة الشديدة بتخفيض سعر العملية بأن سعر الزينة التي قاموا بوضعها في المشفى تفوق تكاليفها أجرة الطبيب والمشفى ، لا بل أحياناً تقوم بمراعاة الحالة الاقتصادية لبعض المرضى عبر كتابة أسماء أدوية وطنية لتتفاجأ بطلب المريضة تفضيل كتابة الدواء الأجنبي رغم أسعاره المكلفة.
تباين واضح
نقيب الأطباء عماد سعادة لم ينفِ وجود تباين كبير في أسعار الولادات بين مشفى وأخرى مؤكداً عدم مسؤوليته عن الموضوع إلّا في حال الشكوى التي تخص الناحية المهنية ودائرة المشافي التابعة لوزارة الصحة هي المسؤولة عن ذلك، فليس لدينا إمكانية بمتابعة كل عيادة فهناك 22 ألف طبيب .
وعن ارتفاع أسعار الولادات بين أنه يتمنى أن تكون هناك مقارنة مع سعر كيلو البن وأسعار العقارات التي ترتفع من دون أي مبرر لماذا يتم الحديث عن أسعار الولادة في حال ارتفعت ولا يتم الحديث عن أشياء أخرى ارتفعت من دون مبرر.