“السياحة” تستهدف الوصول إلى مليون سائح هذا العام …إستراتيجية متفائلة لغاية 2030
دمشق- رانيا حسن أحمد:
كشفت المهندسة ربى صاصيلا مديرة التسويق والإعلام السياحي في وزارة السياحة عن إطلاق تطبيق إلكتروني للتعريف بالمقومات السياحية في سورية بخمس لغات, وذلك ضمن خطة الترويج والتسويق السياحي التي تتضمن منصة إلكترونية لمنح الفيزا السياحية خلال ٢٤ ساعة، بالإضافة إلى تنفيذ العديد من المشاريع السياحية الجديدة في دمشق وحلب واللاذقية، والعديد من الفنادق قيد الإنشاء والتي يتوقع افتتاحها في الموسم السياحي القادم، كذلك تأهيل العديد من المشاريع السياحية المتوسطة وفنادق وزارة السياحة.
مديرة التسويق والإعلام السياحي في وزارة السياحة لـ “تشرين” : 385 ألف سائح خلال الربع الأول
وبينت صاصيلا في تصريحات لـ “تشرين” أن عائدات السياحة خلال العام الماضي بلغت 1.9 مليار ليرة, كما بلغ عدد السياح القادمين إلى سورية ٣٨٥ ألف سائح في الربع الأول من العام الجاري, منهم 40 ألف سائح أجنبي معظمهم من إسبانيا وهولندا، في حين سجل السياح من دول العراق وإيران والأردن والبحرين حضوراً كبيراً بهدف السياحة الدينية والطبية.
ولفتت إلى أن مشاركة الوزارة في معرض السفر العربي المتخصص الذي أقيم في دبي كانت مهمة وإيجابية، وتمثلت بإقبال كبير من أسواق مختلفة كالسوق الخليجي الذي أبدى رغبة كبيرة بزيارة سورية وكذلك السوق الصيني والهندي والذين طالبوا بتأسيس اتفاقيات مع مكاتب سياحية للقدوم إلى سورية كمقصد سياحي، هذا إضافة إلى أكثر من معرض في تلك الدول تمت دعوتنا للمشاركة فيها من أجل الترويج لسورية كمقصد سياحي.
خطة سياحية
وعن استعدادات وزارة السياحة مع بدء عودة السياح العرب والأجانب إلى سورية أكدت صاصيلا أن التسهيلات ستكون بأكثر من مجال، أولها تنفيذ منصة إلكترونية للحصول على الفيزا السياحية خلال ٢٤ ساعة وتقديم الخدمة للمجموعات السياحية عن طريق هذه المنصة وأيضاً للراغب في زيارة سورية, موضحة أن هذه المنصة تمكن المكاتب السياحية من إدخال كل البيانات والمعلومات الخاصة بالسائح، كما نعمل على تأمين البنية السياحية اللازمة لاستيعاب الأعداد المتوقعة من السياح بإقامة مشاريع جديدة في دمشق وحلب واللاذقية وهناك فنادق قيد الإنشاء يتوقع افتتاحها في الموسم السياحي القادم.. ومشاريع سياحية متوسطة قيد التأهيل وكذلك فنادق وزارة السياحة يتم تأهيلها وتجديدها لتأمين عدد غرف سياحية وخدمة وجودة لائقة تناسب القدوم السياحي المتوقع.
تطبيق الكتروني للتعريف بالمقومات السياحية في سورية بخمس لغات
موضحةً أن الأسعار ستكون مدروسة ضمن الفنادق بما يتناسب مع سوية الفندق, آخذين بالاعتبار موضوع الثقل الاقتصادي (حوامل الطاقة) الأمر الذي يؤدي إلى ارتفاع أسعار المنتج السياحي، لافتة إلى الدعم الكبير من وزارة السياحة بحيث لا يتجاوز الحدود وليبقى المنتج السياحي منافساً لدول الجوار.
مليون سائح
وعن مؤشرات القدوم السياحي بينت مديرة التسويق والإعلام السياحي بالأرقام أنه في الربع الأول من سنة ٢٠٢٣ بلغت الزيادة في نسبة القادمين إلى سورية ٣٠٪ ، مشيرةً إلى أن هذه الزيادة لمسناها بعد معرض فيتور في إسبانيا نتيجة الاتفاقيات مع المكاتب السياحية ومن خلال الترويج السياحي ، بينما في السنة الماضية بلغ عدد القادمين خلال الفترة نفسها ٢٣٦ ألف قادم, متوقعة وصول عدد السياح إلى المليون بنهاية العام الجاري.
1.9 عائدات وزارة السياحة خلال الربع الأول
أما بالنسبة لزوار الأماكن المقدسة فقد بلغ عددهم ٣٦ ألف قادم بحجز ٢٣٤ ألف ليلة فندقية, كما وصلت زيادات الاستثمارات السياحية وعائدات الفنادق إلى أكثر من ٤٠ ٪ عن السنة الماضية وزيادة في إجمالي الربح حوالي ٢٥٪ أي ما يعادل 1.9 مليار ليرة وهي جميعها عائدات فنادق وزارة السياحة.
خمسة مليارات
ونوهت صاصيلا بالدور المهم للشركة السورية للنقل والسياحة وهي قطاع عام مشترك تقوم بتنفيذ مشاريع سياحية متوسطة وتأهيل واستثمار الكثير من المشاريع المناسبة للسياحة الداخلية والشعبية مثل فندق (دريكيش، لابلاج، وادي قنديل ، الكرنك) التي لاقت رواجاً باستقطابها شريحة كبيرة من المواطنين باعتبار أسعارها مدروسة وجودتها عالية والتي قدرت أرباحها خلال عام ٢٠٢٢ بخمسة مليارات ليرة, كما وصلت عائدات الشركة السورية للفنادق والسياحة إلى مليار ليرة سورية.
تطبيق بخمس لغات
وعن خطة وزارة السياحة المعمول بها لهذا العام وحتى عام ٢٠٣٠ بخصوص الترويج السياحي, أوضحت صاصيلا أن الوزارة تعمل على عدة محاور، المحور الأول هو المعارض الخارجية إذ يجري التحضير للمشاركة في معرض بكين السياحي وهو معرض مهم جداً بالإضافة لتنفيذ أيام سياحية في كل من روسيا وعُمان والعراق, وكذلك ورشات عمل مشتركة مع نظرائنا في العراق والأردن لتفعيل العمل السياحي ، بالإضافة إلى معرض متخصص بالحرف والصناعات التقليدية في نهاية العام في الجزائر ، مع العمل على تطوير خطتنا للسنة القادمة وتوسيع المشاركات الخارجية لتشمل معرض الهند .
منصة إلكترونية لمنح الفيزا السياحية خلال ٢٤ ساعة
وعن تنشيط الثقافة السياحية بينت أن الوزارة تعمل على زيادة الوعي والاهتمام بالثقافة السياحية سواء داخلياً او خارجياً عن طريق وسائل الترويج المختلفة الموجهة لكل الشرائح والمغتربين من خلال أفلام ومطبوعات ترويجية إضافة إلى تطبيق الجولات الافتراضية الذي يمكّن السائح من التعرف على الأماكن السياحية مع معلومات وشرح بخمس لغات وهو تطبيق جديد تم الترويج له في معرض دبي ولاقى اهتماماً وصدى كبيرين، ومع قدوم فصل الصيف يتم التحضير لخطة ترويجية وفعاليات متنوعة كفعالية يوم السياحة العالمي، ومعرض الزهور الدولي ومهرجان القلعة والوادي ومهرجان بلودان السياحي بالإضافة إلى العديد من الفعاليات الموزعة على مختلف المحافظات السورية.
وداخلياً نعمل على إقامة ملتقى الشباب السوري للسياحة بالتعاون مع هيئة التميز والإبداع في شهر تموز تشمل الشباب من عمر ١٥ حتى ١٨ سنة, فكرته رائدة لتركيز الوعي السياحي والتنمية المستدامة وتأسيس قاعدة من شباب واعٍ فاعل وأصحاب القرار في المجال السياحي، فضلاً عن التعاون مع الاتحاد الرياضي العام في فعالية دروب تشرين في اللاذقية، وماراثون في دمشق، ومشاركات أكثر من ٤٠ دولة كانت سابقة في كسر الحصار عن طريق إرسال رياضيين ومشاركتهم الرياضية.
المهن اليدوية
أما بالنسبة لانعكاس السياحة على تنشيط اليد العاملة في مجال المهن اليدوية فأكدت أن الحركة السياحية تنعكس بشكل مباشر على النشاط السياحي والقوى العاملة بتأمين فرص عمل في كل المجالات من منشآت سياحية ومطاعم وغيرها، أو العمال في الفنادق من ترميم، صيانة، خدمة.
مشاريع سياحية جديدة في دمشق وحلب واللاذقية
كما أحدثت وزارة السياحة حاضنات سياحية تراثية بأكثر من محافظة وقدمت لهم تسهيلات قوية لتأمين الحرفيين وعرض منتجاتهم وحرفهم وإعطائهم محلات في هذه الحاضنات التراثية كما وجهت المكاتب السياحية لتكون هذه الحاضنات ضمن مسارات الزيارة حيث يتم التوجه إلى حاضنة مشروع دمر التي هي بديل عن سوق المهن اليدوية في التكية السليمانية التي هي قيد الترميم حالياً بخبرات عالية المستوى ومن ثم التوظيف لديمومة مهنة الحرفيين وتشجيعهم على مزاولة حرفهم التي أصبح بعضها مهدداً بالاندثار.
وفي الختام أكدت صاصيلا أهمية المعارض الخارجية ودور وزارة السياحة في استقطاب الأسواق المستهدفة وخاصة الصين والهند وروسيا لما لها من انعكاس مهم على القدوم السياحي والقطع الأجنبي والعجلة السياحية الاقتصادية، بالإضافة إلى أهمية الدراسات التي تقوم بها الوزارة جنباً إلى جنب مع الحكومة التي بدورها تقدم كل الدعم من تسهيلات وموازنات مالية أكبر تناسب الطموح في تطوْر القطاع السياحي.