لأجل آثارنا وتراثنا.. ورشة علميّة لإعادة بناء وتأهيل «قوس النصر» بتدمر

تشرين- لمى بدران:

شهد فندق شيراتون دمشق ورشة علميّة مدتها ثلاثة أيام تحت عنوان “رؤى ومنهجيات ترميم وإعادة بناء قوس النصر في تدمر” وذلك بالتعاون بين المديرية العامة للآثار والمتاحف والأمانة السورية للتنمية ومعهد تاريخ الثقافة المادية التابع للأكاديمية الروسية للعلوم والمنظمات المعنيّة من اليونسكو وهيئاتها الاستشارية تمت فيها مناقشة أسس ومناهج إعادة البناء والتأهيل لمعلَم قوس النصر الأثري الذي طالته يد تنظيم “داعش” الإرهابي عام ٢٠١٥.
وعن غاية الورشة أكّدت وزيرة الثقافة الدكتورة لبانة مشوّح أن إعادة بناء وترميم قوس النصر كأحد أبرز الرموز التاريخيّة هي غاية في حد ذاتها ونعمل على تكثيف الجهود لتحقيقها، وأن هناك جملة عوامل تحتّم علينا أن نتوخى الحرص الشديد في تنفيذ مشروع إعادة بناء قوس النصر، وتحمّلنا أمانة كبيرة في التّشدد إلى أبعد الحدود في ترميمه وفق أفضل المعايير الدولية، وبالاستفادة من أهم الخبرات المتوافرة في هذا المجال.
وبدوره أشار المدير العام لمديرية الآثار والمتاحف محمد نظير عوض إلى أن هناك حاجة لمزيد من الوقت للبدء بالأعمال التمهيدية للمشروع لأن هناك ملفات فنيّة سترسل إلى اليونسكو وبعد عودتها تصبح الأمور أكثر وضوحاً، أما الإمكانيات المحليّة لتنفيذ هذا الحجم من المشاريع فهي بالتأكيد كما ذكر لـ(تشرين) موجودة من ناحية الخبرات المتوافرة في المديرية لكن نحتاج إلى تعاون دولي لأمرين: أولهما: أهمية هذه المواقع باعتبارها مسجّلة على قائمة التراث العالمي وثانيهما: لمساندة الحكومة في التخفيف من العبء المالي المفروض نتيجة الحصار والحرب والزلزال.
كما أجاب عوض عن السؤال الذي قد يخطر على بال الكثيرين من خلال متابعته تفاصيل الورشة، وهو هل فكّر الجانب الروسي في إجراءات لتقوية قوس النصر بشكل مقاوم للزلازل؟ والإجابة هنا نعم هناك دراسة وحسابات دقيقة وتخصصية لإعادة بناء القوس بشكل مقاوم للزلازل.
وبالاتجاه نحو روسيا صرّح لـ(تشرين) أمين متحف الأرميتاج الروسي ميخائيل بيتروفسكي أن الجولة الميدانية التي سبقت الاجتماع نموذجية، وتدمر مثال من أمثلة كثيرة حول العالم والتي تحتاج إلى حماية.. وفي روسيا يسألون كثيراً لماذا نأتي إلى سورية ونهتم بالتراث السوري ألا يوجد شيء في روسيا؟ فنجيبهم: أولاً تدمر هي رمز للحضارة العالمية، ومهم جدّاً أن نعيدها للعالمية، وهي من الأشياء القريبة من قلب كل مثقف روسي.. وثانياً: يجب أن نلعب دور الحماية من أي ضرر نابها.
وكانت الأمانة السورية شريكاً تنموياً دائماً في المشاريع الوطنية وبشكل عام تعتَبِر قوس النصر بوابة تنمويّة لها وسيكون مدخلاً للمجتمع المحلي.. وذلك حسبما ذكرت لنا مديرة البرنامج الوطني للتراث الحي الدكتورة يارا معلّا وأضافت إنهم يعملون خطوة بخطوة لتحقيق التنمية المستدامة عبر أسس ثقافية أو مكونات متنوعة للتركيز على المفاهيم والأساليب التي تمس المقاصد التاريخية كونها ليست فقط حجارة بل منظومة قيم ومعان تجعل السوريين يداً واحدة وهذا يسمح لهم باسترداد ذاكرة معاصرة تعني الجميع.
أخيراً نذكر أن الورشة أفضت إلى مجموعة توصيات وفي ختامها تم العمل على كتابة البيان الختامي الذي يشمل نتائج المناقشات والأبحاث والدراسات والوثائق من الجهات الدولية والمحلية المختلفة التي تسعى نحو تحقيق غاية المشروع..

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار