روائح جسم الإنسان تعتبر من أهم عوامل جذب البعوض

تشرين:

لسنا جميعاً متساوين عندما يتعلق الأمر بلسعات البعوض، فبعض الناس يتعرضون للسع أكثر من غيرهم، ولكن هل سألت نفسك لماذا؟!

لا شك في أنّ أي شخص أمضى ليلة صيفية يصدّ فيها البعوض أو يواجه حكة لدغاتها يتفق مع أنّ هذه الحشرة مثيرة للإزعاج، لكنّ الروائح التي يفرزها جسم الإنسان تعتبر جزءاً مهماً من عوامل جذب البعوض حسبما تؤكد التقارير العلمية الحديثة.

وفي تقرير علمي نُشر حديثاً ، عمل العلماء على تحديد المواد الكيميائية المختلفة في رائحة الجسم التي تجذب هذه الحشرات، من خلال بناء حقل اختبار بحجم حلبة تزلج، وضخ روائح لأشخاص مختلفين.

وأراد الباحثون مقارنة تفضيلات البعوض لروائح البشر المختلفة، بهدف مراقبة قدرة الحشرات على تتبع الروائح على مسافة تصل إلى 20 متراً، ودراستها خلال ساعات نشاطها الأكثر تواتراً، بين الساعة 10 مساءً والساعة 2 صباحاً.

ووضعوا ستة أشخاص للنوم لمدة ست ليالٍ متتالية في خيام فردية محيطة بالساحة، تستخدم قنوات تكييف الهواء المعاد توجيهها من كل خيمة، بروائح أنفاس وأجسام ساكنيها، إلى المنشأة الرئيسة، حيث توجد ألواح امتصاصية مشبعة ومغذاة بثاني أكسيد الكربون تحاكي الإنسان النائم.

وتم تعريض مئات البعوض في المرفق الرئيسي، البالغة مساحته 20 × 20 متراً مكعباً، لوجبة تتكون من روائح المشاركين النائمين، بينما تعقبت الكاميرات الحرارية حركة البعوض وانتقالها بين العينات المختلفة.

ولم يكن البعوض المستخدم في الدراسة مصاباً بالملاريا، ولم يكن بإمكانه الوصول إلى المشاركين النائمين.

ووجد الباحثون أن بعض الناس يجذبون البعوض أكثر من غيرهم. علاوة على ذلك، كشفت التحليلات الكيميائية للهواء عن المواد المسببة للرائحة وراء انجذاب البعوض ،مؤكدين أن البعوض كان أكثر انجذاباً إلى الأحماض الكربوكسيلية المحمولة جواً، ضمناً حمض الزبد، وهو مركب موجود في الأجبان “ذات الرائحة الكريهة”.

وتنتج هذه الأحماض الكربوكسيلية بواسطة البكتيريا الموجودة على جلد الإنسان ولا تميل إلى أن تكون ملحوظة بالنسبة لنا.

بينما اجتذبت الأحماض الكربوكسيلية البعوض، بدت الحشرات وكأنها تُردع بواسطة مادة كيميائية أخرى تسمى eucalyptol الأوكاليبتول، وهي موجودة في النباتات.

واشتبه الباحثون في أن عينة واحدة ذات تركيز عالٍ من الأوكاليبتول قد تكون مرتبطة بالنظام الغذائي لأحد المشاركين.

وأوضح سيمولوندو، أحد مؤلفي الدراسة، أن العثور على علاقة بين المواد الكيميائية الموجودة في رائحة أجسام الأشخاص المختلفين وجاذبية البعوض لتلك الروائح كان مثيراً للاهتمام.

وقال سيمولوندو: يفتح هذا الاكتشاف سبلاً لتطوير طعوم أو مواد طاردة يمكن استخدامها في المصائد لتعطيل سلوك البعوض الباحث عن مضيف، وبالتالي السيطرة على ناقلات الملاريا في المناطق التي يتوطن فيها المرض، لافتاً إلى أنه يمكن للدغات البعوض أن تكون قاتلة في كثير من الأحيان، بسبب الطفيليات والفيروسات التي تنقلها الحشرات، وإحدى أخطر هذه الأمراض هي الملاريا.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار