الرئيس الأسد: لنعالج العلّة الأساسية!!
أضاء صوت سورية في القمة العربية حقيقة المخاطر التي تحوق بالأمة، من جرائم الكيان الصهيوني المجرم، إلى الفكر العثماني المحشو بإخوانية منحرفة، إلى ليبرالية غربية تشوه الطبائع الإنسانية وتدمّر القيم والأخلاق، وتمارس سياسات الهيمنة والتقسيم، وتجاه هذه المخاطر المحققة رفع الرئيس الأسد الأمل بالإنجاز والعمل، عبر عمل عربي متناسق ومتناسب ينقل العرب من وضعية رد الفعل إلى المبادرة باستباق الأحداث، ودفع الأخطار قبل وقوعها.
استند الرئيس الأسد فيما طرحه إلى رؤيته القائمة على أن الوطن العربي جزء متأثر ويؤثر في حركية الإقليم والعالم، ولا يجوز التعاطي مع مشاكل العرب ودولهم، بمعزل عما يجري في العالم من تطورات ومستجدات وتفاعلات، من هنا انطلق الرئيس الأسد لاعتبار الوضع الدولي الذي يشهد تبدلات عميقة، منتقلاً من هيمنة القطب الواحد، إلى تعاون أو فسحة تعدد الأقطاب، وهذه الحركية في الوضع الدولي، تشكل فرصة للعرب، لإعادة تموضعهم في هذا العالم الذي يتشكل في المرحلة الراهنة، ونبّه السيد الرئيس القادة العرب، إلى ضرورة استثمار الفرصة المزدوجة، والمتاحة، فهي فرصة تشكل العالم، وفرصة التعاون العربي الذي نتج عن المصالحات التي سبقت القمة… وبهذا الطرح قدّم الرئيس الأسد رؤية سورية للقادة العرب ليكون تعاونهم مبنياً على وقائع وحركية العالم والإقليم، وببصيرة تعيد للعرب تموضعهم الحضاري الفاعل في الإقليم والعالم.
ورغم اقتضاب الكلمة، فإنّ شمولية الفكرة الرؤية التي طرحها الرئيس الأسد، أكدت ضرورة إصلاح الجامعة، لتكون عاملاً مرمماً للانقسامات لا معمقاً لها، ولتكون مظلة واعية للقواسم المشتركة بين الدول العربية في تفعيل تعاونهم، لحماية أمنهم القومي، ووحدة وسيادة واستقلال دولهم، بحيث يتفعل دور الجامعة كمنصة لمعالجة القضايا وإيجاد الحلول وتشبيك الجهود في مواجهة تحدي التنمية والأمن الغذائي وفي توضيح المخاطر السياسية والاقتصادية والعمل على الاستجابة في إيجاد الحلول الكفيلة بتجنب آثارها وعواقبها.
حضرت سورية في القمة العربية، كإعلان لانتصار العروبة على الإرهاب، وكإثبات على طي صفحة ما سمي «الربيع العربي»، وإعلاء الانتماء للعروبة المنتصرة على ظلامية الفكر الإرهابي التكفيري، وعدمية الليبرالية غير الأخلاقية ومشاريعهما السياسية المجرمة.