تخزين المياه “يُثمر” حصاداً جيداً للمحاصيل في درعا
تشرين – وليد الزعبي:
جُلَّ ما تم تخزينه من مياه في سدود محافظة درعا تم تكريسه في الري التكميلي لمحصول القمح الإستراتيجي، وهو ما أسهم في تحسن حالة المحصول ووفر على العديد من الفلاحين تكاليف باهظة كانوا سيتكبدونها لقاء أثمان المحروقات اللازمة لري مساحات واسعة من المحصول، فيما حالياً يتم توزيع المياه المتبقية لري المحاصيل الصيفية.
وبهذا الشأن أوضح المهندس أحمد محسن مدير الموارد المائية في درعا، أن المديرية حرصت على توظيف كل الإمكانات واتخذت كل التدابير والإجراءات الكفيلة بتخزين كل المياه المتاحة من موسم الأمطار الفائت في بحيرات السدود، وجرى العمل على ري محصول القمح ضمن الأراضي الواقعة على شبكات السدود وشبكات الري القديم بمساحة بلغت نحو ٧ آلاف هكتار، وذلك في وقت مبكر نظراً لقلة الهطلات المطرية لهذا العام، وبيّن أنه بعد انتهاء ري محصول القمح يتم حالياً توزيع المياه لغرض ري المحاصيل الصيفية، لافتاً إلى أن ذلك يسهم في زيادة الإنتاج وخفض التكاليف على الفلاحين.
بالتوازي تطرق مدير الموارد إلى استمرار أعمال إعادة تأهيل منشآت الري التي لحقت بها أضرار ليست بقليلة خلال سنوات الحرب على سورية، وذلك لإعادة استثمارها بما ينعكس إيجاباً على واقع الإنتاج الزراعي، حيث تم الانتهاء من تنفيذ أعمال مشروع إعادة تأهيل منشأة مفرغ سد تسيل، واستثمار المشروع في تزويد وتغذية سد الشهيد باسل الأسد بالمياه من مفرغ سد تسيل لتأمين حاجة المزروعات من المياه على شبكة ري سد الشهيد باسل الأسد في منطقة الشجرة.
وكذلك إعادة تأهيل عدد من الخطوط الأنبوبية في شبكة ري سد غدير البستان بالتعاون مع الجهات المانحة، والتي تركزت في الخط الثالث والسادس والأول مع إجراء صيانات على قناة الجر ووضعها بالاستثمار للموسم الزراعي الحالي، وصيانة وتعزيل العديد من الأقنية القديمة في منطقة الصنمين بآليات المديرية المتاحة لدعم الأراضي الزراعية بالمياه من وادي العرام في تلك المنطقة، وخاصة الزراعات الشتوية ومحصول القمح الإستراتيجي، وترميم بعض الطرقات التي تخدم بعض شبكات الري بشكل إسعافي.
ولم يغفل مدير الموارد أن المباشرة بدأت بأعمال مشروع إعادة تأهيل إحدى محطات الضخ بالتعاون مع الجهات المانحة، والتي ستعمل على تزويد ورفد شبكات ري المزيريب بالمياه لسد العجز الحاصل بها، فيما جرى إعداد دراسة لصيانة القناة الرئيسة في شبكة ري سد الشيخ مسكين، ودراسة أخرى لإعادة تأهيل الجسر فوق قناة المفيض في سد درعا ودراسة لصيانة محطة ضخ عيون العبد.
تجدر الإشارة إلى أن المطالب بضرورة إعادة تأهيل منظومة مشاريع الري في محافظة درعا لا تنقطع في العديد من الفعاليات والمناسبات، وهي بالفعل حاجة ملحة لكونها تسهم في زيادة المساحات المستثمرة وتخفف من تكاليف الإنتاج الزراعي وتحدّ من ظاهرة لجوء البعض لري محاصيلهم بمياه الصرف الصحي الآسنة، وبالتالي حصول المستهلك على منتج آمن وسليم وبتكلفة أقل.