خمس دقائق لا غير .. نصر سورية وزمانها الرئيس الأسد: سورية قلب العروبة وفي قلبها
تشرين- هبا علي أحمد:
خمس دقائق لا غير، ومن قلب الجامعة العربية وبين العرب، وعلى مقعد الجمهورية العربية السورية وبجانب العلم السوري، كانت كلمة سورية اختصر بها السيد الرئيس بشار الأسد الوضع العربي والوجع العربي وما يحتاجه.. خمس دقائق نقل بها السيد الرئيس الأمل بالعمل من منهج عمل سوري إلى منهج عمل عربي- إقليمي ضروري وملحٍ، ووضعه بين أيدي القادة العرب بما يمكن وصفه كخارطة طريق لا بدّ من السير عليها والعمل بها إذا أردنا أو إذا أراد العرب انطلاقة عربية جادّة وتطوير في منظومة العمل ، ولا سيما أن الأخطار لم تعد محدقة بل محققة كما قال السيد الرئيس .
خمس دقائق بأدق تفاصيلها الكبيرة والكثيرة وما تعنيه لكل مواطن سوري عاش الحرب الظالمة وراهن على هذه اللحظات، كانت عنوان النصر السوري، بالوجود السوري في قمّة تغيّبت عن سورية لمدة 13 عاماً، وعنوان الزمن السوري، فالنصر نصرنا والزمان زماننا، و لأن النصر نصرنا حافظنا على العروبة المتأصلة فينا والضاربة في جذورنا التاريخية والثقافية والسياسية والاقتصادية وكل تفاصيل سورية كدولة ذات سيادة واستقلال وقرار وصمود وصبر استراتيجي، لأن العروبة عروبة الانتماء لا عروبة الأحضان فالأحضان عابرة أما الانتماء فدائم، و سورية حاضرها وماضيها ومستقبلها هو العروبة، فسورية قلب العروبة وفي قلبها كما ورد في كلمة السيد الرئيس.
خمس دقائق كافية ووافية أعطت العمل العربي المشترك فرصة لتصحيح بوصلته وصوبت العين على مكامن الخلل في منهجه، وحدّدت طرف خيط الطريق الطويل صوناً للأجيال القادمة وحفظاً لها من أن تعيش الدماء والحروب وأن تعيش بلا تنمية وأهداف، لذلك دعا السيد الرئيس بشكل صريح «للبحث عن العناوين الكبرى التي تهدد مستقبلنا وتنتج أزماتنا كي لا نغرق ونغرق الأجيال القادمة بمعالجة النتائج لا الأسباب ولا تكفيها قمم، لا تبدأ عند جرائم الكيان الصهيوني المنبوذ عربياً ضد الشعب الفلسطيني المقاوم ولا تنتهي عند الخطر العثماني ولا تنفصل عن تحدي التنمية كأولوية قصوى لمجتمعاتنا النامية، فكل القضايا تنتمي لعناوين أكبر لم تعالج في مراحل سابقة».
دقائق نقلت للعالم أجمع العربي والعالمي كيف استطعنا تخطي فخاخ النار والدم والبارود على مدار 13 عاماً لنصل إلى هذه اللحظة، اللحظة التي يفرضها منطق التاريخ والجغرافيا والذي لايمكن تجاوزه مهما زج من محاولات ومعرقلات وضغوط خارجية وبالتحديد أمريكية- أوروبية- إسرائيلية.
العين اليوم هو لما بعد القمة وما يمكن أن تقدمه السعودية من دور في مدة رئاستها استكمالاً لما بدأته، فالتهديدات والتحدّيات التي تواجهنا تتطلب استجابة فعّالة، ورؤى واستراتيجيات وأهداف مشتركة كما نوّه السيد الرئيس.
لمن راهن على انكسارنا نقول إننا نكتب نصرنا في كل محفل سياسي واقتصادي عربي وإقليمي كما كتبه الشهداء بدمائهم الذكية العطرة في الميدان، وكما حمله الجرحى بجراهم كرمز لا يُمحى، وكما صمد أبطال الجيش العربي السوري وصمدنا وسيبقى الصمود عنوان لنا.