نتائج غير مُرضية لتجربة «معتمدي» الخبز في طرطوس و«التموين» لا ترد؟!
تشرين- أيهم إبراهبم:
لطالما قلنا إن الحصول على خبز جيد مرتبط ارتباطاً وثيقاً بمعادلة طحين وخميرة جيدة وعجّان ” ابن حلال “، وعلى الرغم من الإجراءات الحكومية المتخذة لإنجاح هذه المعادلة إلا أن تجربة بيع مادة الخبز عبر المعتمدين كانت كافية لإفشالها بل ” إجهاض” كل المبادرات الرامية لضبط الهدر الحاصل في قطاع إنتاج الرغيف.
المواطنون في طرطوس ألقوا المسؤولية الكاملة والمباشرة لمشكلة الخبز ” الرديء” لا بل غير الصالح للاستهلاك البشري في بعض الأحيان على الكثير من المعتمدين، والسبب الآلية الخاطئة لنقل المعتمدين للخبز وطريقة التكديس ووضع الأكياس فوق بعضها لفترات طويلة ليكون مصير الكثير من ربطات الخبز المبيعة يومياً الرمي بجانب حاويات القمامة أو على الأرصفة للأسف بعد أقل من 24 ساعة على شرائها وما يترتب على ذلك من هدر كبير للمال العام واختلال في بوصلة الدعم الحكومي الهادف لإيصال الرغيف الجيد للمواطنين.
هذه التجربة أصبحت باباً للربح والمتاجرة غير المشروعة بالمادة من جانب الكثير من المعتمدين من خلال تقاضي أسعار زائدة أو التلاعب ببطاقات المواطنين الموجودة لديهم وتفعيلها عبر الجهاز سواء كان المواطن يحصل على مخصصاته اليومية أو ليس بحاجة إليها واستغلال حاجة البعض ممن لا تكفيه مخصصاته وبيعها لهم بأسعار كبيرة، ناهيك ببيع الخبز الزائد لتجار الخبز اليابس الذي لامس سعره 700 ليرة للكيلو الواحد.
وفي طرطوس وفي خطوة متأخرة بدأت مديرية التجارة الداخلية وحماية المستهلك منذ أسابيع بتجربة جديدة سمحت بموجبها للمواطنين في بعض مناطق المحافظة بتوطين بطاقاتهم بشكل مباشر بالأفران، أي الحصول على الخبز من الأفران بشكل مباشر والمديرية بصدد تقييم التجربة وفي حال نجاحها سيتم تعميمها على مستوى المحافظة.
«تشرين» حملت في جعبتها الكثير من الأسئلة والاستفسارات المتعلقة بقطاع إنتاج الرغيف في المحافظة وتوجهت بها إلى مديرية التجارة الداخلية وحماية المستهلك بطرطوس وفي مقدمتها تقييم المديرية لتجربة بيع الخبز المباشر من الأفران، ومتى سيتم تعميم هذه التجربة على مستوى المحافظة، وما مصير تجربة المعتمدين في ظل المخالفات الكثيرة المرتكبة، والأهم من ذلك معالجة ملف الخبز السيىء وتخفيف الهدر وقوننته، وأخيراً تقييم المديرية تجربة بيع الخبز عبر البطاقة الذكية، وسبب عدم نجاحها في تحقيق وفر في مستلزمات العملية الإنتاجية للرغيف، في حين نجحت هذه التجربة بالمحروقات والدليل الوفورات الكبيرة المحققة.
لكن للأسف مضى أكثر من أسبوع على الأسئلة المقدمة وحتى تاريخه لم نحصل على أي رد!
علماً أن وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك بينت في تقرير لها اليوم أن عناصر مديرية التجارة الداخلية وحماية المستهلك نظموا /23/ ضبطاً في طرطوس من ضمنها لمخبزين خاصين في بانياس بمخالفة عدم التقيد بأوقات للعمل وعدم وجود لوحة, إضافة إلى ضبط 3 معتمدي خبز تمويني بمخالفة البيع خارج البطاقة وبلغت قيمة التغريم /1.4 مليون ليرة.