«الصحة العالمية» تحذّر من استخدام المضادات الحيوية بشكل خاطئ
تشرين:
منذ عقود تنصح منظمة الصحة العالمية البلدان بترشيد استخدام المضادات الحيوية، وأن يتم استهلاكها بشكل عقلاني.
وفي السياق، شرحت الدكتورة حنان بلخي، خبيرة الأوبئة ومساعِدة مدير عام المنظمة لشؤون مقاومة المضادات الحيوية، الأسباب والمخاطر وكيفية الحفاظ على فاعلية المضادات الحيوية.
وقالت الدكتورة بلخي: منذ عام 1928، عندما تم اكتشاف البنسلين، وهو أول مضاد حيوي يتم الحديث على مدى ثمانية عقود عن أول مضاد حيوي. ويعد الجزء الأول من اللغز هو أن المضادات الحيوية تستخدم لقتل البكتيريا المسببة للأمراض لدى الإنسان، لكن تسعى البكتيريا وهي ذكية بما يكفي لتجد طرقاً للهروب من تأثير المضادات الحيوية لأنها تريد البقاء على قيد الحياة. أما الجزء الثاني من اللغز فهو أن المضادات الحيوية ضرورية لصحة الإنسان وكذلك لصحة الحيوان، لذا فإن الطب الحديث لا يمكن أن يستمر من دون مضادات حيوية فعالة.
وقالت الدكتورة بلخي: إن أول شيء يمكن أن يفعله الناس هو محاولة تناول المضادات الحيوية فقط عندما يصفها الطبيب، في حين أن الأمر الثاني هو إكمال دورة المضاد الحيوي بناءً على تعليمات الطبيب. وتعد النصيحة الثالثة هي التأكد من عدم مشاركة أي شخص المضاد الحيوي الخاص به مع العائلة أو الأصدقاء لأنه يجب إعطاؤه بناءً على الإرشادات، والأعراض التي يعاني منها كل فرد، لاسيما أن بعض أنواع العدوى الفيروسية، لا تتطلب مضادات حيوية.
وأضافت الدكتورة بلخي: إنه عندما لا يكمل المريض دورة المضادات الحيوية الخاصة به، مع العلم أن هناك بكتيريا تعيش على بشرة الإنسان وفي جهازه الهضمي، فإن تعريض هذه البكتيريا لجرعات غير فعالة أو جرعات غير مكتملة من المضادات الحيوية لا يؤدي إلا إلى إثارة البكتيريا بطريقة ما، ويسمح لها بتطوير آليات لتصبح غير مستجيبة لهذه المضادات الحيوية، مؤكدة أن الخطر يكمن في أن عدم إكمال دورة المضاد الحيوي يؤدي إلى تطوير جراثيم خارقة، وعندما يحين الوقت الذي يحتاج فيه الشخص حقاً إلى علاج للجراثيم والبكتيريا فلا تكون لديه المضادات الحيوية الفعالة للقيام بذلك.
وأشارت الدكتورة بلخي إلى أن المنظمة الدولية تعمل جنباً إلى جنب مع ثلاث منظمات أخرى مهمة والعديد من المنظمات الأخرى، من بينها منظمات صحة الحيوان والبيئة والصحة والزراعة، لمحاولة تحديد أفضل طرق النظافة التي يجب وضعها في مكانها الصحيح حتى لا يتعرض الإنسان والحيوان للعدوى أولاً وقبل كل شيء بحيث تقلّ الحاجة إلى استخدام المضادات الحيوية.
وقالت الدكتورة بلخي: إنها ليست مهمة سهلة، لكن يتم بذل قصارى الجهد للمضي قدماً في ذلك، معربة عن أملها بأن يتم التعاون مع الحكومات، خاصة أنه تم وضع خطط عمل وطنية معينة بالتعاون من الدول الأعضاء لكي يمكن الحصول على الأجزاء والقطع الصحيحة، التي يجب القيام بها في نظام الرعاية الصحية والنظام الزراعي وفي البيئة، للتأكد من نظافة البيئات التي يتم فيها تناول الطعام والتي يعيش فيها الإنسان وحيث تُربى الحيوانات نظيفة بالفعل، وبالتالي يتم تقليل الحاجة، إلى أقصى حد، لاستخدام المضادات الحيوية.