الصندوق الأسود للذكاء الاصطناعيّ.. التدميرُ المُرتقب للبشريّة!

تشرين- هدى قدور:
المؤكد أنه لم تصلنا جميع المعلومات عن الذكاء الاصطناعي واحتمالات تطوره ومخاطره في المستقبل على البشرية. فما قاله سوندار بيتشاي الرئيس التنفيذي لشركة غوغل عن الذكاء الاصطناعي «بارد – Bard» الذي تطوره الشركة، يؤكد وجود صندوق أسود خارج عن سيطرة البشر عند تلك الأنظمة التي يمكن أن تفاجئنا بالكثير مستقبلاً. إنها «الخصائص الناشئة» التي تكتسبها أنظمة الذكاء الاصطناعي عندما تشرع في تعليم نفسها مهارات جديدة!.
باختصار، مازال الموضوع في جزء منه مجرد تجريب واختبار، وفي جزء أكبر، هو معلومات سرية لم تنشر في وسائل الإعلام لم يتم اكتشافه حتى اللحظة، وعن احتمالات التطور مستقبلاً. وما يثير هذه المخاوف أن إيلون ماسك والعديد من الخبراء الآخرين، دعوا إلى تجميد تطوير هذه الأنظمة، خوفاً من مخاطرها. فالشركات العالمية بدأت سباقاً محموماً في هذا الاتجا، ولا يعرف أحد أين يمكن أن تقف تلك العجلة قبل أن تطحن كل شيء أمامها.
المشكلة ليست اقتصادية فقط، ولا تتعلق باحتمال استيلاء الذكاء الاصطناعي على مجمل وظائف البشر خلال السنوات القادمة، فهذه الأنظمة يمكنها أن تعالج المرضى، وهذا يعني استقالة للأطباء، كما يمكنها المساعدة في العمليات الجراحية أو تولي إجرائها، إضافة إلى أنها ترسم اللوحات التي تضاهي ما رسمه الفنانون العالميون، وهذا ينطبق أيضاً على الشعر وفنون الكتابة الإبداعية والموسيقا وغيرها.. إذاً، ما الداعي لوجود البشر أصلاً، خاصة إذا كانت هذه الأنظمة قادرة مستقبلاً على تطوير الخبرات والعودة إلى الصندوق الأسود الذي تصنعه منذ لحظة بدئها العمل، كي تتفوق على صناعها ومن يفترض أنها وُجدت لخدمتهم؟.
البشر تعلموا من الدروس السابقة في الاختراعات التكنولوجية، فالتحذيرات التي يطلقها القائمون على هذا الاختراع، لا يعدو كونها ذراً للرماد في العيون، بينما الحركة تبدو محمومة خلف الكواليس من أجل كسب السبق في صناعة هذه المنظومات التي ستغير وجه العالم خلال السنوات القادمة بشكل جذري.
الحروب سيقودها الذكاء الاصطناعي، وسيكتفي الإنسان بالجلوس خلف الشاشات كي يكبس الأزرار ويرى ماذا يجري على الأرض.. الاقتصاد والصحة والسياسات العالمية، كلها سيتدخل الذكاء الصناعي في إدارتها وتوجيهها، لكن مع الوقت ستصل تلك المنظومة إلى امتلاك القدرة على التحكم بشكل كامل، وستستفيد من جهل البشر بالتفاصيل نتيجة اعتمادهم عليها، في ذلك الوقت ستكون الفرصة مناسبة لانقضاض الروبوتات على البشر الذين ورطوا حضارتهم في اختراع عوامل فنائها.
ما يجري خلف كواليس الشركات العالمية وداخل الأنظمة المتطورة للبرمجيات، أكبر بكثير مما يصل إلى البشر عبر وسائل الإعلام، وبالطبع، فإن هذه التداعيات الخطيرة ستتجلى نتائجها السلبية لاحقاً في المناطق النامية من العالم، إذ سيتم اختبار تلك الأنظمة في المجالات العسكرية ووضع الخطط الاقتصادية، كما جرت العادة في اختبار اللقاحات والأسلحة الجديدة واختبارات البيئة والمضادات الحيوية وغيرها.
نحن اليوم في بداية «التسونامي» المنتظر للذكاء الاصطناعي، وبعد سنوات قليلة سوف يختلف المشهد في العالم ككل، مثلما حدث عند الوصول إلى اختراعات مهمة لم يستطع أحد أن يوقفها رغم كل النداءات.. هذه النقطة تفتح المجال للبحث في كيفية تركيب الإنسان وآلية تفكيره عندما يشرع في تدمير نفسه من دون أن يستطيع التوقف؟.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار
مناقشة تعديل قانون الشركات في الجلسة الحوارية الثانية في حمص إغلاق الموانئ التجارية والصيد بوجه ‏الملاحة البحرية.. بسبب سوء الأحوال الجوية صباغ يلتقي بيدرسون والمباحثات تتناول الأوضاع في المنطقة والتسهيلات المقدمة للوافدين من لبنان توصيات بتبسيط إجراءات تأسيس الشركات وتفعيل نافذة الاستثمار في الحوار التمويني بدرعا خلال اليوم الثانى من ورشة العمل.. سياسة الحكومة تجاه المشروعات متناهية الصغر والصغيرة والرؤية المستقبلية مؤتمر "كوب 29" يعكس عدم التوازن في الأولويات العالمية.. 300 مليار دولار.. تعهدات بمواجهة تغير المناخ تقل عن مشتريات مستحضرات التجميل ميدان حاكم سيلزم «إسرائيل» بالتفاوض على قاعدة «لبنان هنا ليبقى».. بوريل في ‏بيروت بمهمة أوروبية أم إسرائيلية؟ إنجاز طبي مذهل.. عملية زرع رئتين بتقنية الروبوت مركز المصالحة الروسي يُقدم مساعدات طبيّة وصحيّة لمصلحة المركز الصحي في حطلة القوات الروسية تحسن تموضعها على عدة محاور.. وبيسكوف: المواجهة الحالية يثيرها الغرب