يوم الامتحان يُكرم المرء.. أو يمرض!… بقاء التقييم الدراسي مبنياً على الامتحان يسبب حالات الخوف

تشرين- بشرى سمير:
مع اقتراب الامتحانات ينتاب كثيراً من الطلاب، في مختلف المراحل الدراسة حالة من التوتر والقلق والخوف، وهي حالة نفسية لها خصائصها، فالطالب يخشى ألّا يحرز العلامات المتوقعة للتفوق، أو لا يتمكن من اجتياز الامتحان، وقبل عدة سنوات سمعنا عن حالات انتحار بين طلاب الثانوية العامة، خوفاً من الامتحان أو حتى حالات وفاة بالسكتة الدماغية نتيجة الخوف والضغط النفسي.
تشعر الطالبة هالة – ثانوية عامة- مع اقتراب الامتحان بمغص شديد، وارتباك وخوف، وعندما تحاول تذكر ما درسته من مواد لا تستطيع وكأنها لم تدرس شيئاً.
في الوقت الذي يجد فيه حمزة -ثانوية عامة- أن الخوف من الامتحان هو أمر إيجابي، يدفعه إلى الدراسة أكثر، ومراجعة ما درسه أكثر من مرة لتحقيق هدفه.
الطالبة ساندرا بيّنت أنها تشعر بخوف شديد وتصاب بحالة تعرق في يديها وأحياناً تشعر بالغثيان لمجرد التفكير وأنها لن تستطيع الحصول على علامات عالية  لدخول كلية الطب وتحقيق رغبة والدتها.

القلق الامتحاني
المرشد النفسي  الدكتور فريد حمامي أوضح أن فترة الامتحانات تعد من أكثر الفترات التي تسبب للطلاب ضغوطاً نفسية، إذ ينظر إليها بعضهم على أنها فترة طارئة، في حين يراها آخرون كابوساً أو همّاً. وهذا ناتج عن الطريقة التي تقدم بها الامتحانات وكيفية تعامل الأهل مع أولادهم  وعدم إجبارهم على الدراسة أو مقارنتهم بأقرانهم أو بإخوتهم الذين اجتازوا المرحلة بنجاح، فقلما يخلو بيتٌ من مواجهة هذه الظاهرة  والناشئة عن الامتحان، وما تسببه من توتر وعصبية لجميع أفراد الأسرة.
ويعرّف الدكتور حمامي قلق الامتحان بأنه حالة نفسية تتصف بالخوف والتوقع، أي أنه حالة انفعالية تصيب بعض الطلاب قبل وأثناء الامتحانات، مصحوبة بتوتر وتحفز وحدّة انفعال وانشغالات عقلية سالبة، تتداخل مع التركيز المطلوب أثناء الامتحان، ما يؤثر سلباً في المهام العقلية في الامتحان.

أعراض القلق
ويضيف حمامي: تتعدد أعراض قلق الامتحان، من أعراض نفسية ومعرفية وجسمية يمكن الاستدلال عليها بالملاحظة المجردة الظاهرة، في سلوكهم وحركاتهم وطريقة أجوبتهم ومعاملتهم مع الأفراد الآخرين، وميّز بين نوعين من الأعراض أولها المظاهر النفسية: مثل التوتر وشعور بزيادة الضغوط، وتراكم المسؤوليات وعدم القدرة على التحمل، وسرعة الاستثارة العصبية والانزعاج لأسباب بسيطة، وأفكار سلبية عن الذات، والشعور بالدونية وعدم القدرة على تحقيق النتائج، مثل التفكير في توقعات سيئة للمستقبل والشعور بعدم الارتياح أو الخوف والترقب وغيرها.

مرشد نفسي: تعد الامتحانات من أكثر الفترات ضغوطاً نفسية على الطلبة

وثانياً المظاهر الجسمية، مثل الشعور بالتعب والإرهاق والصداع، وسرعة التنفس وشد في البطن، والغثيان والرغبة في التبول مرات متعددة، والإحساس بالاختناق وسرعة ضربات القلب، والرعشة  والبرودة في الأطراف وزيادة إفراز العرق، والإحساس بالبرودة أو السخونة الزائدة وغيرها.

للتعامل مع الامتحانات
يرى حمامي أنّ هناك مسؤولية كبيرة تقع على المعلمين والأسر، في  تهيئة الطلبة للتعامل مع الاختبارات، وتخفيف حدة الضغوط النفسية لديهم، وذلك من خلال إكسابهم مهارات إدارة الوقت، والعادات الدراسية الصحيحة، والأوقات المناسبة لها، وكيفية التعامل مع المناهج الدراسية وفق طبيعتها، فطريقة دراسة المواد الإنسانية غير طريقة دراسة المواد العلمية.
وبيّن أنه خلال العام الدراسي على المعلمين بناء الاختبارات وفق الأسس العلمية السليمة، التي توزع الطلبة بحسب قدراتهم الفردية، فيكون مناسباً للجميع، كما على المعلمين تحديد وقت مناسب وتهيئة بيئة مريحة للطلبة أثناء الامتحان بعيدة عن الزجر والتوتر.
ولم ينفِ حمامي دور الأهل إذ “لا بدّ من إشراك أولياء الأمور في تهيئة الأبناء للاختبار، من خلال توفير بيئة مناسبة للدراسة في البيت ومساعدة الطلبة ذوي القدرات المتدنية- خلال مرحلة الامتحانات-  في وضع برامج دراسية مناسبة، وتخصيص وقت جيد للنوم والراحة،  وينصح بضرورة تدريب الطلاب على التأقلم النفسي مع الاختبار السابق والاستعداد للاختبار اللاحق، وعدم إضاعة الوقت في الندم، وحساب العلامات التي قد ينالها الطالب، ما يزيد في توتره وشعوره بالإحباط، وتشجيع الطالب على مواصلة الدراسة، وأن عدم النجاح في مادة لا يعني الفشل، وخاصة مع وجود دورة ثانية.
من ناحية أخرى على الأهل مشاركة أولادهم في الدراسة من خلال  التسميع لهم، وإجراء اختبارات شفوية لهم، لتعزيز المعلومات لديهم وإشعارهم بالاهتمام، والابتعاد عن أسلوب الزجر، والمقارنة مع أقرانهم  وعدم إشاعة الرعب في نفوسهم من الامتحانات، والتأكيد أن من يدرس بجد لابدّ أن يحصد نتائج جيدة، ولكل مجتهد نصيب.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار
مناقشة تعديل قانون الشركات في الجلسة الحوارية الثانية في حمص إغلاق الموانئ التجارية والصيد بوجه ‏الملاحة البحرية.. بسبب سوء الأحوال الجوية صباغ يلتقي بيدرسون والمباحثات تتناول الأوضاع في المنطقة والتسهيلات المقدمة للوافدين من لبنان توصيات بتبسيط إجراءات تأسيس الشركات وتفعيل نافذة الاستثمار في الحوار التمويني بدرعا خلال اليوم الثانى من ورشة العمل.. سياسة الحكومة تجاه المشروعات متناهية الصغر والصغيرة والرؤية المستقبلية مؤتمر "كوب 29" يعكس عدم التوازن في الأولويات العالمية.. 300 مليار دولار.. تعهدات بمواجهة تغير المناخ تقل عن مشتريات مستحضرات التجميل ميدان حاكم سيلزم «إسرائيل» بالتفاوض على قاعدة «لبنان هنا ليبقى».. بوريل في ‏بيروت بمهمة أوروبية أم إسرائيلية؟ إنجاز طبي مذهل.. عملية زرع رئتين بتقنية الروبوت مركز المصالحة الروسي يُقدم مساعدات طبيّة وصحيّة لمصلحة المركز الصحي في حطلة القوات الروسية تحسن تموضعها على عدة محاور.. وبيسكوف: المواجهة الحالية يثيرها الغرب