شهادات مهيأة للبيع

تشرين- د.رحيم هادي الشمخي:
إنّ نجاح العملية التعليمية يتطلب مواصفات معينة في الجامعة، حيث الأبنية والتجهيزات العلمية والأنظمة المساعدة للطالب، والأستاذ المؤهل لتحقيق الأهداف في البحث والتعلم، كما يتطلب مواصفات معينة في الطالب، لكي يكون مؤهلاً للتعلم والبحث في مجال التخصص العلمي الذي اختاره أو قبل فيه.
إذ لا يكفي لنجاح الطالب في دراسته، أن يكون حاصلاً على المؤهلات العامة للدراسة في الجامعة فقط، بل المطلوب أن تكون لديه الرغبة والحماسة للتعلم في مجال التخصص الذي يرغب فيه، وهذا ما تؤكده (أنظمة القبول في الجامعات التي ينبغي عليها أن تمهد الطرق المناسبة لاختيار الطلبة الذين تتوفر لديهم القابلية والرغبة في الدراسة الجامعية.
فهل استطاع المدّ العشوائي للجامعات الأهلية الذي انتشر في معظم زوايا العواصم العربية، وتسرب إلى العديد من المؤسسات التعليمية أن يحقق هذه الأهداف المنشودة لنجاح العملية التعليمية في الوطن العربي؟ وهل استطاعت هذه المؤسسات الجامعية الأهلية أن تصل بالطالب إلى مستوى علمي معين في أحد التخصصات لتمنحه شهادة جامعية لا يدرك سوى عنوانها فقط؟.
إنّ عدداً هائلاً من الذين يدخلون هذه الجامعات الأهلية، أو بالأحرى (التجارية) لم يكن بهدف التأهيل الفعلي في مجالات تخصصهم أو تزويدهم بالعلوم والمعارف والتقنيات المختلفة، وإكسابهم المهارات اللازمة لممارسة عملهم في حقول تخصصاتهم، وإدراك أهمية هذه التخصصات العلمية وانعكاساتها على تطور مجتمعهم في سلّم الحضارة الإنسانية، وتحقيق رفاهية شعبهم بعيداً عن تدخلات الدول الساعية إلى فرض هيمنتها ووصايتها كعنوان ليس إلّا.
لقد أدى التوسع بفتح المزيد من هذه الجامعات في البلاد العربية والأوروبية إلى التأثير سلباً في سمعة المستوى العلمي للجامعات الرسمية التي كانت قد حققت تألقاً كبيراً، ومستوى رهيباً ومشهوداً له على مستوى العالم المتحضر، لكن ومع الأسف أصبحنا نملك شهادات مهيأة للبيع بالعملة الصعبة.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار
مناقشة تعديل قانون الشركات في الجلسة الحوارية الثانية في حمص إغلاق الموانئ التجارية والصيد بوجه ‏الملاحة البحرية.. بسبب سوء الأحوال الجوية صباغ يلتقي بيدرسون والمباحثات تتناول الأوضاع في المنطقة والتسهيلات المقدمة للوافدين من لبنان توصيات بتبسيط إجراءات تأسيس الشركات وتفعيل نافذة الاستثمار في الحوار التمويني بدرعا خلال اليوم الثانى من ورشة العمل.. سياسة الحكومة تجاه المشروعات متناهية الصغر والصغيرة والرؤية المستقبلية مؤتمر "كوب 29" يعكس عدم التوازن في الأولويات العالمية.. 300 مليار دولار.. تعهدات بمواجهة تغير المناخ تقل عن مشتريات مستحضرات التجميل ميدان حاكم سيلزم «إسرائيل» بالتفاوض على قاعدة «لبنان هنا ليبقى».. بوريل في ‏بيروت بمهمة أوروبية أم إسرائيلية؟ إنجاز طبي مذهل.. عملية زرع رئتين بتقنية الروبوت مركز المصالحة الروسي يُقدم مساعدات طبيّة وصحيّة لمصلحة المركز الصحي في حطلة القوات الروسية تحسن تموضعها على عدة محاور.. وبيسكوف: المواجهة الحالية يثيرها الغرب