أجمل ما قيل عن قرار عودة سورية إلى الجامعة العربية، لشغل مقعدها كما كانت دائماً، معروفة بجبهة الصمود والتصدي، هي عبارة انتشرت على ألسنة المتابعين للقرار أن الجامعة العربية هي من عادت إلى سورية، سورية البلاد التاريخية، التي أراد العالم وأدها فما استطاع، وكانت كطائر الفينيق تنهض من تحت الرماد، لتواصل الحياة كما كل شعوب العالم.
كان قرار وزراء الخارجية العرب باستئناف مشاركة وفود سورية باجتماعات مجلس الجامعة وجميع المنظمات والأجهزة التابعة لها قراراً مهماً بسبب ما يعكسه من تغيرات وما يحمله من دلالات، بينما يعد القرار لسورية بمثابة تصحيح لخطأ جمعي ولا يعدّ تنازلاً عربياً يستدعي تنازلات مقابلة من جانب سورية، وقد جاء ليُنهي محاولات جرت لعزل سورية.
لقد بات العالم على يقين بأن هذه الأرض الطيبة التي دفع أبناؤها الغالي والنفيس من أجل الدفاع عنها في وجه الغرباء، ستعود كاملة في يوم من الأيام، بكل شبر من مساحتها لا ينقص منها شيء، وسيخرج المحتلون من أراضيها يجرون أذيال الخيبة والهزيمة، لتعود مدينة الياسمين بألقها وجمالها ونضارتها بعد أن تنفض عن كاهلها غبار الحرب وتعب السنين.
اليوم، مع انتصار سورية، وفشل المجتمع الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأميركية في «إسقاط» الدولة السورية، يصبح الملف السوري واحداً من أصعب الملفات الخارجية بالنسبة إلى الإدارات الأمريكية منذ إدارة أوباما مروراً بترامب إلى الإدارة الحالية إدارة بايدين ومايليها أيضاً، كما وتنتهي الرهانات على أكذوبة مايسمى «الربيع العربي» والإيحاء بموجة ثورية شاملة لخلط الأوراق وخداع الشعوب.
لقد كان واضحاً في الأشهر الأخيرة أن ضعف القبضة الأمريكية وفقدانها جزءاً مهماً من قوتها المعهودة، قد ساهم في فكفكة بعض الأزمات على صعيد المنطقة، وإن كانت الأمور لم تصل إلى خواتيمها السعيدة بعد.