يتطلعون لإنصافهم بعدما ظلمتهم الظروف الجوية.. مزارعو الشعير يستعدون لموسم الحصاد وعيونهم على “التسعيرة”
تشرين – عمار الصبح:
يستعد مزارعو الشعير في محافظة درعا لحصاد محاصيلهم التي عادة ما يبدأ موعدها منذ منتصف شهر أيار الجاري، في ظل ترقب للتسعيرة التي جرى إقرارها مؤخراً والتي جرى فيها تحديد سعر شراء الكيلو من الفلاحين بـ2000 ليرة، وهو ماعدّه كثيرون إجحافاً بحقهم في الحصول على أسعار منصفة أكثر تضمن لهم هوامش ربح معقولة بعدما ظلمتهم الظروف الجوية التي أثرت في الإنتاج.
“المنغصات كثيرة والعوائد ضئيلة”، عبارة أوجز فيها عدد من مزارعي الشعير في المحافظة شجونهم مع زراعة المحصول، فالظروف الجوية التي سادت في بداية الموسم وتأخر هطل الأمطار، حسب قولهم، حيّدا مساحات واسعة من تلك المزروعة شعيراً حيث خرجت من دائرة الإنتاج وخصوصاً تلك المزروعة باكراً، بينما ضعفت مردودية الإنتاج في مساحات أخرى كثيرة.
وأشار مزارعون إلى أن ما حصل هذا الموسم بحصر زراعة الشعير في منطقة الاستقرار الثالثة والرابعة ذات الهاطل المطري الأقل، وإقصائه من منطقة الاستقرار الأولى والثانية (باستثناء عقود الإكثار وبعض المناطق الهامشية)، حجّم من زراعة المحصول وأضّر كثيراً بإنتاجيته، لافتين إلى أن منطقة الاستقرار الثانية تعد بيئة ملائمة لزراعة المحصول لأن نسبة الهاطل المطري فيها مقبولة ومناسبة لزراعة الشعير، على عكس منطقتي الاستقرار الثالثة والرابعة التي تقل فيها نسبة الهطل المطري ولا ينجح فيها الشعير سوى في السنوات المطيرة، أما في مواسم الجفاف، فتتدنى نسب الإنتاج وصولاً إلى الصفر كما حدث في الموسم الماضي.
بدوره بيّن أحد المزارعين أن منغصات هذا الموسم وانخفاض ريعية زراعة الشعير وتدني مردوديته، كان يجب أن تقابل بأسعار مجزية، فالسعر الذي جرى تحديده لشراء المحصول (2000 ليرة للكيلو) يعد متواضعاً ولا يوازي تكاليف الزراعة على حدّ قوله، فضلاً عن أنه سيفتح الباب أمام التجار للمزايدة والاتجار بالمحصول وتحقيق مكاسب تفوق ما كان يتطلع الفلاح للحصول عليه طوال موسم كامل، معرباً عن أمله في أن تتم إعادة النظر بالتسعيرة ورفعها بما يتوافق مع التكاليف المرتفعة وبما ينسجم مع مستويات التضخم الحاصلة.
ويحتل محصول الشعير مكانة متميزة بين المحاصيل الشتوية في المحافظة، ويأتي ترتيبه بعد القمح من حيث المساحات المزروعة، وهو ما زال يصنف كواحد من المحاصيل الاستراتيجية التي بدأت تتراجع أمام ارتفاع التكاليف وقسوة الظروف الجوية وضعف المردودية، ويشهد إقبالاً على زراعته باعتباره أقل تكلفة من القمح لجهة البذار والحراثة والأسمدة وأجور الحصاد، كما أنه لا يحتاج كما يحتاج القمح إلى نسب هطل مطري عالية، إضافة إلى أن فترة نموه أقصر.
وتبلغ المساحات المزروعة بالشعير في المحافظة حسب مدير الزراعة المهندس بسام الحشيش 32308 هكتارات، ملمحاً إلى أن ثمة ضعفاً بالمردودية نتيجة الظروف الجوية التي سادت ببداية الموسم وتأخر هطل الأمطار حيث تشير التقديرات إلى أن إنتاج المحافظة من محصول الشعير للموسم الحالي تقدر بنحو 7 آلاف طن.
وعن حالة القمح أوضح الحشيش أن حالة محصول القمح المروي جيدة، فيما تعد 74 بالمئة من المساحات المزروعة بالقمح البعل.
وكان فرع المؤسسة العامة لإكثار البذار في درعا أنهى استعداداته لاستقبال نحو ألف طن من بذار الشعير المتعاقد عليه مع الفلاحين، فيما بيّن مدير الفرع المهندس سامر الزامل أن اللجان الحقلية مستمرة في جولاتها على حقول الفلاحين المتعاقدين، لمراقبة واقع الإنبات وإعطاء التعليمات الخاصة بعقود إكثار البذار.