ارتجالات الفلاحين هنا خابت وهناك أصابت…بين “الفيرمي كومبوست والباولونيا” جدل حول الدور والحضور لوزارة الزراعة
تشرين – ليال أسعد:
من المعروف أن الزراعة في سورية تعد من القطاعات المهمة جداً في الدخل الوطني وتعتمد عليها شريحة كبيرة جداً من السوريين، كما أن الأراضي المستصلحة تكلف الدولة مليارات الليرات السورية لتحسينها وجعلها قابلة للإنتاج الزراعي وتحقيق المردود المرجو من المزارع أولاً والدولة ثانياً، وللتعامل مع هذا القطاع الحيوي هنالك تجارب فردية قد تكون إيجابية جداً وخاصة أنها أثبتت جدواها من خلال التطبيق في مساحات محدودة بتخصيب التربة كتجربة «الفيرمي كمبوست»، بالمقابل هناك تجارب يعتقد بعض مستخدميها أنها تجارب إيجابية تحقق الكثير من الفائدة والربح على المدى القصير، في حين أن لها آثاراً سلبية كبيرة على المديين المتوسط والطويل كتجربة الباولونيا.
أمام هذين التناقضين سنرى الدور الذي قامت به وزارة الزراعة بهذا الخصوص.
«الفيرمي كمبوست» سماد بديل عن اليوريا.. والباولونيا أوقفت بقرار من «الزراعة»
بالنسبة للفيرمي كمبوست يؤكد الدكتور جلال غزالة مدير الأراضي والمياه في وزارة الزراعة في حديثه عن هذه التجربة الإيجابية بأنه في ظل الظروف الحالية والحصار وصعوبة استيراد سماد اليوريا لابد من بدائل فكان التفكير بمتمم لسماد اليوريا، وهو الفيرمي كمبوست الذي يحتوي على نسبة آزوت وهو غني بالمواد العضوية ويساعد الفلاح في تسميد أرضه بالمنتجات المتوفرة لديه.
ومن خلال البحث تبين هناك ديدان الفيرمي تقوم باستقلاب في معدتها وتأخذ مخلفات نباتية وبقايا الأكل وتقوم بتحويلها من خلال عملية الهضم إلى سماد غني بالمواد العضوية وعنصر الآزوت ويحافظ على خصوبة التربة ويخفف التكلفة على المزارع .
وعن سؤالنا عن موقف وزارة الزراعة من هذه التجربة أكد غزالة أنهم شكلوا لجنة بحثية علمية كان الهدف منها إيجاد مواصفة لهذا السماد تكون معتمدة عند الجميع مع مراعاة التكلفة للمزارع، وبتوجيه من وزير الزراعة وللتسهيل على المزارع سموه نشاطاً زراعياً للتمييز عن السماد العضوي وهو بمواصفاته نفسها ويستطيع الفلاح أن يقوم به ضمن شروط معينة .
وأكد أن شروط منح رخصة فنية لإنتاج مادة الفيرمي كمبوست كنشاط زراعي ضمن الأراضي الزراعية خارج المخططات التنظيمية وإمكانية إقامتها ضمن مزارع الإنتاج النباتي والحيواني هي ألا تتجاوز المساحة ١٠٠ متر مربع بطاقة إنتاجية لا تتجاوز ١٥ طناً في العام وأن تكون أحواض التربية والإنتاج قابلة للفك والتركيب.
ونوه إلى أن الهدف هو تشجيع المزارع والتخفيف من التكلفة والسماح له بترخيص المادة بأرضه وبالتالي تسميدها بمنتج طبيعي لا يؤثر في التربة ويحقق مصلحة المواطن والدولة.
أما بالنسبة لزراعة الباولونيا ومدى انعكاسها على التربة فأكد الدكتور منهل الزعبي مدير إدارة الموارد الطبيعية في هيئة البحوث الزراعية أنه لم يلحظ أي تأثير سلبي على التربة، لكن في ظل شحّ المياه تمت دراسة مدى انعكاس مثل هذه الزراعة على تقليل المخزون المائي في التربة.
إذ كانت شجرة مستهلكة للمياه لكون أوراقها عريضة وبالتالي تساهم في تقليل المخزون المائي إذا زرعت بأعداد كبيرة. وعن دور وزارة الزراعة بالحفاظ على الاقتصاد الوطني وتطويره بيّن الزعبي أن وزارة الزراعة منعت تداول وزراعة هذه الشجرة في سورية ضمن القرار ٤٥٢٨ تاريخ ٢٤/١١/٢٠٢٠ الصادر عن وزير الزراعة .
من جهته أشاد الخبير التنموي أكرم عفيف بتجربة الفيرمي كمبوست الخلاقة والمبدعة، وبرأيه يجب أن تكون في كل منزل وبنتائجها المهمة التي منها الانتهاء من مشكلة مكبات القمامة بالريف لأن المادة العضوية ستتحول إلى سماد والباقي هو بلاستيك ومعدن وبلور وكلها مدورات.
والأهم من هذا، حسب عفيف، هو إنتاج فواكه وخضار عضوية ونظيفة وتوفير الأسمدة وتحسين نوعية التربة وأيضاً تعزيز أنماط الحياة الإيجابية لدى أفراد المجتمع المحلي وتوفير المليارات على الدولة التي تصرف على معالجة مكبات القمامة، وعن زراعة الباولونيا قال عفيف: إن لديها إيجابيات منها الأخشاب والورق كعلف وأنها شجرة الألف زهرة وعسلها من أفضل أنواع العسل في العالم، ولها سلبيات فهي تستنزف المياه وبرأيه يجب دراسة القرار أكثر.