فايز الصايغ .. لروحك ألف سلام

تشرين- محمد النعسان:

كنت يوماً مع صديقي راني جبران كورية أثناء قدومه من السفر أسلم عليه، ومن خلال الحديث قال لي إنه ينتظر قدوم الدكتور فايز الصايغ الذي اتصل به لتهنئته بالسلامة .
وفعلاً جاء الإعلامي الكبير بأناقته التي لم تتغير وصوته الجهوري الذي مازال محافظاً على نبرته.
وبعد جلوسه وتنوع الأحاديث نظر إلي وقال: كيفها “تشرين” يامحمد ؟
قلت له الحمد لله.
وتابع حديثه: قرأتلك مادة من يومين كاتبها حضرتك عبتشتكي أنو محافظة دمشق مو منظفة قزاز لشباك مكسور عالشارع بجنب جودت الهاشمي.. مضبوط؟
أجبته: صح
وأضاف: بعد شي ساعة ردت المحافظة أنو بعثت ورشاتها ونظفت الرصيف وصورتلكن لتتأكدوا. ونشرتوها كمان.
قلت له:كلام سليم.
فنظر إلى راني وقال: يارجل بشرفك مستاهلة هالحكاية كل هالدوامة ، يعني لو قام النعسان ونظف لحالو هالزاوية تبع الرصيف وضبهن بكيس وكبهن مو كان أحسن من الأخد والرد؟ يعني لازم نعمل لكل شغلة إيدين ورجلين؟ قال له راني: بس “تشرين” صراحة  كانت الأولى من الصحف المتابعة من على زمن الوالد الله يرحمه ومازالت حتى اليوم صحيفة لها وزنها.
وأردف الصايغ ضاحكاً : أنا حبيت اتحركشو لأبو حميد بس ما تكون زعلت أوعك…بس صراحة كل حدا بيكتب بـ”تشرين” أنا بحبو بالرغم من إني استلمت إدارات كل وسائل الإعلام تقريباً إلّا هي، بس ع أيام إخواتي جبران و الوادي والشلة كلها و”تشرين” إلها خصوصية عند الكل، والله وبنحب نتابعها إن كانت ورق أو مواقع إلكترونية، حتى اللي فيها هلأ هدول كلن ولادي شو ناظم كان يضل عندي دائماً ونتواصل ونحكي و باسم مهو ابن خيي محي الدين وعشرة عمر مع أهله أو طارق وين ما كان بوجهي كلن أنا مربيهن للشباب.
وأضاف: بحس “تشرين” نجاحها من شموليتها.. يعني وكالة مكتملة ؟
قلت له: كيف؟
قال لي: يعني متل وكالة سانا مشاركة  للتلفزيون بالسرد والصورة المميزة مجتمعة بصياغتها مع الثورة والبعث .
يعني الخبر بيطلع منها (ستايل) وكأنه مفصل تفصيل، مو بحاجة للقارىء ليتحرى عنو أكثر، بمعنى؛ رواية مصغرة ، بتقرؤوا برواق وبتعيش معو الحالة والمضمون.
والسبب بتعرفو ليش: لأنو صحيفة تشرين من يوم يومها محترمة حالها ودارسة أخبارها بدقة ومفهومية وسريعة الرصد والمتابعة ومن هيك تخرج منها كبار الكتاب والإعلاميين والأدباء وحافظت على مكانتها الكبيرة بين زملائها وشعبية انتشارها وحضورها.
كلمات اذكرها من ذاكرتي، وحديث مؤثر من الراحل فايز الصايغ رحمه الله منذ أكثر من عام تقريباً، أحببت أن أحييه في ليلة وفاته، ونحن نفتقد قامة وطنية عريقة و شخصية كبيرة من تاريخنا الإعلامي نحبها ونقدرها ونعتز بها .. تعلمنا منه الكثير ويعني لنا أكثر  من خبرته وتفانيه ووجوده الذي مازالت ذكراه حاضرة في قلوبنا ولن تغيب أبداً.
فايز الصايغ..فارس إعلامي.. ترجل..على روحك السلام.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار
على سيرة إعفاء مدير عام الكابلات... حكايا فساد مريرة في قطاع «خصوصي» لا عام ولا خاص تعزيز ثقافة الشكوى وإلغاء عقوبة السجن ورفع الغرامات المالية.. أبرز مداخلات الجلسة الثانية من جلسات الحوار حول تعديل قانون حماية المستهلك في حماة شكلت لجنة لاقتراح إطار تمويلي مناسب... ورشة تمويل المشروعات متناهية الصغر ‏والصغيرة تصدر توصياتها السفير آلا: سورية تؤكد دعمها للعراق الشقيق ورفضها مزاعم كيان الاحتلال الإسرائيلي لشنّ عدوان عليه سورية تؤكد أن النهج العدائي للولايات المتحدة الأمريكية سيأخذ العالم إلى خطر اندلاع حرب نووية يدفع ثمنها الجميع مناقشة تعديل قانون الشركات في الجلسة الحوارية الثانية في حمص إغلاق الموانئ التجارية والصيد بوجه ‏الملاحة البحرية.. بسبب سوء الأحوال الجوية صباغ يلتقي بيدرسون والمباحثات تتناول الأوضاع في المنطقة والتسهيلات المقدمة للوافدين من لبنان توصيات بتبسيط إجراءات تأسيس الشركات وتفعيل نافذة الاستثمار في الحوار التمويني بدرعا خلال اليوم الثانى من ورشة العمل.. سياسة الحكومة تجاه المشروعات متناهية الصغر والصغيرة والرؤية المستقبلية