مبادرة «الأمل» لدعم الشباب العربي.. «الإعلام الفاعل.. ضرورة»
تشرين:
مبادرة فردية لافتة استطاعت حمل “15 حلم” إلى الإمارات العربية المتحدة، بهدف خوض تجربة إعلامية متفردة على طريق بناء الذات وتطويرها بصورة استثنائية، ضمن مبادرة “الأمل” لدعم الشباب العربي.
الطلاب القادمون من كلية الإعلام والتعليم المفتوح والدراسات العليا في جامعة دمشق، حظيوا بمساحة واسعة خلقت فرصة هامة لتنمية المهارات ورفدها، من خلال ورش عمل ودورات تدريبية، بالإضافة إلى جولات ميدانية واخرى موسعة، وضعتهم أمام استحقاق سوق العمل، ضمن محاكاة علمية لظروف بيئة العمل الحقيقية والواقع المؤسساتي المستقبلي الذي ينتظرهم.
النشاطات التدريبة ادارها نخبة من الاسماء الوازنة في عالم الاعلام طوال ايام المبادرة، قدموا خلالها بالشراكة مع الإعلامية أمل ملحم، خبرة عالية للطلاب كانت نتاج سنوات طويلة من العمل الهام والمختلف، في ما يبدو كخطة مدروسة تهدف لتهيئة شباب واعد يساهم بشكل حقيقي في صناعة الاعلام الفاعل.
اليوم الأول شهد نشاطات عملية واخرى تفاعلية ضمن مؤسسات رائدة في امارة دبي وأبو ظبي، فمن “مركز ابو ظبي الإبداعي/وزارة الثقافة والشباب” إلى وكالة الأنباء الإماراتية (وام) بمتابعة واهتمام سعادة محمد جلال الريسي مدير عام الوكالة، حضر طلاب الإعلام برنامج تدريبي بعنوان (رحلة الخبر الصحفي ، فن وأساليب كتابة الخبر الصحفي، القيم الصحفية ومستقبل الإعلام في ظل الذكاء الاصطناعي).
المبادرة التي أطلقتها الإعلامية الدكتورة أمل ملحم مدير عام شركة أي ام ميديا، قدمت خيارات لافتة نحو بناء إعلام فاعل ومتميز بصورة عصرية ومواكبة، وواجهت أخرى كانت قد شكلت عائقاً أمام طلاب امتلكوا الحلم والموهبة لكن ظروفهم كادت أن تحد من خياراتهم المستقبلية. أيام “الأمل” كانت قد تضمنت أيضاً، زيارة جمعية الصحفيين الإماراتية الحاضرة دائماً في دعم المبادرة، في نسختها الثانية كما كانت في النسخة الاولى، ليقدم الدكتور أحمد المنصوري رئيس مركز التدريب الإعلامي في جمعية الصحفيين الإماراتية والدكتور مجيب هزاع مساحة تفاعلية أمام الطلاب، عن صحافة المواطن وكيفية إدارة الأزمات والتطرق اليها في وسائل الإعلام.
لا يُجيد أصحاب مشروع مبادرة “الامل” لدعم الشباب العربي التوقف، هكذا يبدو المشهد أمام المتابع لنشاطات هذا المشروع الهادف والمختلف، فمهارات التواصل الفعال التي يجب على الإعلامي أن يمتلكها للتعامل الصحيح مع الآخرين وكيفية تطوير الذات بالعمل الإعلامي، كانت حاضرة أيضاً ضمن ورشة تدريبية قدمتها الإعلامية أسمهان النقبي من قناة ابو ظبي، بالإضافة إلى أخرى للإعلامي اغيد علي حول إعداد البرامج والمهارات التي يجب أن يمتلكها المعد، ضمن متابعة واسعة من قبل فرق عمل متكامل لم يغفل أبسط المتطلبات لضمان سوية متكاملة وتوفير الادوات المطلوبة.
ضمن صورة غير نمطية اتاحت للطلاب مساحة متفردة من المعرفة، أكملت المبادرة أيامها الاستثنائية، بزيارة إلى مجلس نادي دبي للصحافة، والتعرف على آليات العمل المتبعة، تضمنها ورش عمل بحضور الإعلامي فيليب رياشي مدير إذاعة راديو الرابعة والإعلامي وائل حبال صاحب البصمة المميزة في مجال التعليق الصوتي والإعلامي عمر الحلبي ، حول الاستخدامات المثلى للصوت أحد أهم عوامل تشكيل الإعلامي الناجح، واخرى ذات طابع تفاعلي عن كيفية دمج وسائل التواصل الاجتماعي مع الذكاء الاصطناعي والإعلام، في مواجهة كل ذلك، قدمت المبادرة بنسختها الثانية “الأمل” كـ فرصة للطلاب ضمن دراستهم لتحقيق المكتسبات المهنية والعملية، في رهانٍ لافت، أضاف للمبادرة بعداً إنسانياً هاماً في حسابات الرهان على الشباب. وفي زيارة إلى تلفزيون الشرق، قدم مدير تحرير المراسلين علاء ابراهيم نظرة مجملة عن المؤسسة وعن جمهورهم الذي يعتمد بشكل خاص على قضايا الشباب والآلية التي يتم فيها التغطية الإخبارية الخارجية والمعايير المعتمدة لإعداد التقارير في تلفزيون الشرق. بالإضافة إلى إيضاح عملي قدمته الإعلامية سحر الميزاري حول ضرورة أن يملك الصحفي اداوته التي تمكنه من المواضيع المطروحة، بالإضافة لزيارة إلى قناة ومنصة المشهد، جولة تعريفية لأقسام القناة وكذلك على أحدث اجهزة البث وطريقة التعامل معها، خاصة أن قناة المشهد تعتمد على دمج الإعلام التقليدي مع الرقمي، ضمن خطوات المبادرة التي حرصت أن تفتح الباب واسعاً أمام شباب يستحق الأفضل، ضمن برنامجها المزدحم بالمعرفة والخبرة المتميزة.
مبادرة “الأمل” قدمت في يومها الأخير، تجربة وازنة بلغة العارف والمتمكن، عبر جلسة حوارية تفاعلية عن كيفية إدارة الحوار الناجح، ضمن طرحٍ قد يكون الأول من نوعه، أدارتها الإعلامية الدكتورة أمل ملحم مع الإعلامي المخضرم نيشان، وضعت سنوات من التراكم المعرفي، إلى جانب مسار العلم والخبرة المكتسبة، الذي بدأه الطلاب منذ وصولهم إلى أرض تحقيق الأحلام الإمارات.
المبادرة التي حظيت بمتابعة عربية واسعة، خبر من خلالها المتابعون صورة مختلفة رسخت بشكل استثنائي، مفهوم “العطاء” وكذلك الأمل، ليعلن الدكتور مثنى غني عبد الرزاق رئيس الجامعة الأمريكية في الإمارات خلال حضوره حفل الختام عن دعم المبادرة ودعم الإعلامية الدكتورة أمل ملحم بإعطائه منحة دراسية (ماجستير) للطالبات المشاركات في المبادرة وأيضاً الطلاب الذين سيشاركوا في المبادرة القادمة، وتحويل هذه الخطوة لتكون منحة سنوية عربية في المواسم القادمة من المبادرة إلى جانب شراكة ستجمع الجامعة الأمريكية في الإمارات مع شركة أي ام ميديا.
مبادرة “الأمل” ليس مصطلحاً عبثياً أو مفردة عابرة، يرادُ منها خلق حالة استباقية، بل توصيفاً دقيقاً كان حاضراً ضمن خطواتً إعلامية ممنهجة، شكلت مشروعاً متنامياً، حرص على تقديم فرصة متفردة للشباب العربي في رهان دائم على الإنسان.