إيلي شويري آخرُ فرسان الكتيبة الرحبانيّة وأبو الأغاني الوطنيّة
سامر الشغري
إيلي شويري آخرُ فرسان الكتيبة الرحبانية وأول المنشقّين عنها، وصاحب أجمل صوت لبناني بعد العملاق وديع الصافي والمختار نصري شمس الدين، وأبو الأغاني الوطنية في لبنان وسورية.
لقد انشق شويري عن الأخوين رحباني رغم أنه كان مدللاً عندهم وصاحب حظوة، فأعطوه أدوارا رئيسة في مسرحياتهم، ولحنوا له باقة من الأغاني الرائعة، ولكن إيلي عرف ما اختزنه من قدرات فوجد أن الوقت مناسب ليغرد خارج السرب الرحباني، فلحن له ولغيره مجموعة من أجمل أغاني السبعينيات والثمانينيات: «صف العسكر، أيام اللولو ، يا بلح زغلولي، صبي ولا بنت، وتعلا وتتعمر يا دار، عامر فرحكم، أنا سوري وأرضي عربية، راياتك بالعالي يا سورية، وإنت الأساس».
شويري الذي غادرنا في الأمس عن عمر 84 عاماً كان علامة فارقة في الأغاني التي قدمها لمطربين كبار حفرت بعيداً في الذاكرة من (لوين) لموفق بهجت (والعز بينده سورية) لفهد بلان، (ومين إلنا غيرك ويسعد مساكم يا أهل الشام) لماجدة الرومي، و(غزل الهوى) لداليدا رحمة و(عسلية عيونك) لصابر الرباعي، و(بعترفلك إني بحبك) لوائل كفوري و(كل مرة بزعل) لأيمن زبيب.
وإيلي شويري فضلاً عن كونه مطرباً وملحناً فهو شاعر غنائي من طراز رفيع، ويقف في مستوى الأخوين رحباني نفسه وكذلك ميشيل طراد وجوزيف حرب ، إذ كتب لوديع الصافي بعضاً من أجمل أغانيه من: بلدي وزرعنا تلالك يا بلادي، والموال الذي أحبه كثيراً جداً «من يوم من يومين كنا صغار»
//كل ما سنونو فارقت قرميدها ..
بيغيب من عمري سنة ..
كل ما العريشه بكيت عناقيدها ..
بترحل دني وبتبقى دني .. //.
ومن ميزات شويري أيضاً التي اشترك فيها مع كبار نجوم الفن في لبنان مع الأخوين رحباني ووديع الصافي ومروان محفوظ وملحم بركات ونصري شمس الدين وفيلمون وهبي، القرب الشديد من سورية إذ أقام فيها فترة من الزمن إبان سنوات الحرب الأهلية اللبنانية، واحتضنته وزارة الإعلام في سورية ونقابة الفنانين، وقدم عرفاناً بذلك سيلاً من الأغاني في حب سورية والتغني بمجدها والتي صارت أيقونة في الأغنية الوطنية السورية، فضلاً عن علاقته القوية بالعديد من الموسيقيين والمطربين السوريين، فكتب ولحن للكثير منهم إضافة لمن ذكرنا سابقاً أمثال: مروان حسام الدين وعدنان عمر وهدى درويش.
ولكني سأبقى متعصباً لإيلي عندما كان جوهرة في التاج الرحباني، يغني بلسان الشاب ابن الضيعة عن المواسم وأيام الحصاد منتظراً ظهور الصبايا:
«وصلوا الحلوين الحلوين
وقعدوا بالعلوة
شفنا اللي كنا من سنين
منعرفها حلوة
شو كانت حلوة
وشو بعدا حلوة
تاري يا قلبي الحلوة بتضلّا حلوة
بعدا ضحكتها ملهيّة
بتوزع همّ وفرقة
وبعدن عينيها صيفيّة
وميّ وجداول زرقا
يا زهرة اللي وراقك خمر
وتتنزه ع حفاف العمر
كيف نحنا كبرنا وضلّيتي
صبية حلوة؟».