الإنترنت المنزلي صار ضرورةً والشغل الشاغل لأفراد العائلة وموظف المقسم والجيران.. والسؤال المكرر والرائج والذي يتم تدويره على الأغلب (سرعة النت وجودة الاتصال) وإذا الله «طعمك موظف ابن حرام» فالنت أكيد سيتم قطعه كل فترة بأكثر من حجة وعلة.. والغرض من حركة كهذه (بقشيش إسعافي) يسند خاطر أفراد العائلة المتلهفة لأنترنت الراوتر وجيب الموظف «العمرانة» بالمطالبات.
فالحياة أولويات، ويبدو أن مواقع التواصل الاجتماعي وأثير الميديا من (فيسبوك وواتس وتلغرام) بات ضرورة وحالة عامة تسيطر على وجدانيات«الختايرة» والأطفال والشباب، الجميع، بلا استثناء، مشدود ومشدوه بالموبايل.
والحال من بعضه، وهذه اللوثة أكيد وصلت لبيتنا، واستفحلت مع مسلسلات رمضان والعطلة الطويلة والأعياد.. و«يا من ترانا في حالة تناوب مابين سفرة المطبخ وغرفة المعيشة» نتابع المسلسلات والأفلام، وساعة انقطاع الإنترنت ستكون ساعة استنفار، ومن سوء حظي أنني كنت اليوم الشاهد الوحيد في المنزل على حالة الانقطاع وعليه يجب تفعيل جرس الإنذار ونشر الخبر ليتم إصلاح العطل قبل انتهاء الدوام.
ولأن الجميع مشغول بعمله أو جامعته بعثت رسالة نصية موحدة ومختصرة تقول(النت مقطوع) ثم استدركت أن الرسالة ناقصة، ويجب تحديد المكان، فالنت مقطوع في البيت أو في مكتبي أو عند جارتنا أم مقداد!! وبعثت رسالة ثانية (النت مقطوع في البيت)
لكنني شعرت أيضاً بعدم الرضا، فانقطاع الإنترنت حالة تستحق الاهتمام والتركيز بنقل المعلومة لشد الانتباه وإصلاح العطل قبل فوات الأوان، لذلك كان لابد من التوضيح برسالة ثالثة تقول«النت مقطوع في البيت من ساعة» وأضفت اسم عامل المقسم إلى قائمة الإرسال لإتمام المهمة على أحسن حال، فالقضية تستحق «فيسبوك وإنستا ومسلسلات اليوتيوب والأفلام..»
وبمناسبة الاحتفالية بحرية الصحافة ذكرت هذا المثال، فنقل المعلومة له أسس ومرتكزات، والبلاغة لاتكون بالاختصار العشوائي وعن «قيل وقال»، وقبل صياغة الخبر يجب تحديد الشريحة المستهدفة والسرعة في نشر الخبر في ظل سياسة عامة ممنهجة ومدروسة (مو كل واحد يغنّي على ليلاه) أما عن الحريات الإعلامية، فالقانون «عضة كوساية» وسيكون على ذمة المعنيين مختوماً وموقعاً بالأخضر الغناء.