50 طفلاً يتنافسون في المهرجان السادس لأغنية الطفل
تشرين- أيمن فلحوط:
أصوات عذبة تلامس القلوب، تشدو المحبة والبراءة والسلام، تعشق الوطن وتغني من أجله، ويتسابق الأطفال والملحنون والمشرفون لترجمة ما تعلموه قبل بدء البروفات، التي سارت على مدار الأسبوع الحالي، لتختتم غداً بالإعلان الرسمي عن الفائزين بالمهرجان السادس لأغنية الطفل السوري، الذي اختارت منظمة طلائع البعث شعاراً له “غنوا مع الأطفال” تعزيزاً للتراث الغنائي، ولزيادة الاهتمام بمادة الموسيقا في مرحلة التعليم الأساسي، وتنمية روح المنافسة الشريفة بين الطلائعيين لتطوير مواهبهم مع مدربيهم والمشرفين عليهم.
ويشارك في المهرجان وزارات التربية والثقافة والإعلام والسياحة والصحة ونقابة الفنانين، ويأتي تنفيذاً لخطة منظمة طلائع البعث، لتعزيز ثقافة المواطنة للطفل من خلال الأغاني الوطنية الهادفة.
تنمية للمواهب وتشجيعها
رئيس مكتب المسرح والموسيقا المركزي: المهرجان تنمية للمواهب وتشجيع للأطفال وإبعادهم عن أجواء الحرب على سورية
رئيس مكتب المسرح والموسيقا المركزي في منظمة طلائع البعث حسام الدرة بيّن لـ«تشرين» أن المهرجان هو تنمية للمواهب وتشجيع للأطفال الرواد المشاركين في مسابقات الرواد، وحافز لهم، ليقدموا أفضل ما لديهم من أغان، ولنبعدهم عن أجواء الحرب على سورية ومآسيها التي مروا بها، فالفرح والتفاؤل والسعادة هي رسالة أساسية من رسائل منظمة طلائع البعث، التي نسعى لتكريسها في كل أنشطتنا.
يشارك في المهرجان جميع فروع المنظمة الـ14 يمثلها 50 طلائعياً ومثلهم من المدربين والملحنين والمشرفين المرافقين لهم.
وتم تقسيم المشاركين إلى فئتين، الأولى من 6 إلى 9 سنوات لصفوف الأول والثاني والثالث، والثانية من أعمار 10- 12 سنة لصفوف الرابع والخامس والسادس، فالأعمار الصغيرة تؤدي الأغنية الطفلية، بينما الفئة الثانية تؤدي الأغنية الطربية والشعبية والتراثية، فالطفل في الأعمار الصغيرة ليست لديه الخبرة الصوتية لغناء القدود الحلبية.
جوائز المهرجان
خصصت المنظمة، حسب الدرة، جوائز للفائزين لأفضل أداء للأغنية الطفلية والتراثية والطربية والشعبية، ودروع المهرجان لأفضل لحن وكلمات.
الاهتمام بالمتفوقين
وسعياً من المنظمة للاهتمام بالمتميزين منهم سيتم العمل على تسجيل أغان للفائزين في المسابقات في المهرجان الختامي يوم غد الخميس، كما نشجعهم على المشاركة في مسابقات الرواد على مستوى القطر، وفي هذا العام ستكون هناك رحلة إلى بيلاروس للمتفوقين من رواد الطلائع في مجال الغناء.
دعم المواهب
وتحدث رئيس مكتب المسرح والموسيقا في فرع السويداء لطلائع البعث فادي جمول عن مشاركتهم في المهرجان بأربعة أطفال، سيكون اثنان منهم في الأغنية الطفلية المخصصة للأعمار الصغيرة، وآخر في الأغنية الطربية، والرابع في الأغنية التراثية الشعبية، مضيفاً: المشاركة في المهرجان تساهم في دعم المواهب وتنميتها وصقلها، وصعودها للمسرح يمنحها الدعم وقوة الشخصية، واستعداداً للمهرجان بدأنا التحضير قبل شهرين من الزمن، بتوزيع الطلائعيين على مدربين اثنين، قاما بتدريبهم على الأغاني التي سنقدمها في المهرجان، ونأمل الحصول على المراتب المتقدمة في المهرجان.
ونوه المدرب جهاد الحجار بمشاركته مع الطفلة زينة الحلبي في المهرجان بأغنية (يا فرحتنا) من كلماته وألحانه باسم فرع القنيطرة لطلائع البعث، والعمل على مدار أشهر عدة من التدريب قبل المشاركة في المهرجان، والتعب والجهد المبذول من الطفلة زينة للصعود إلى المسرح والأداء بالشكل اللافت للنظر، ومثل هذه المهرجانات تمنح الطفل الثقة بالنفس وتعزز خبرته، وتقوي شخصيته بوجوده بين الناس والموسيقيين وعلى المسرح، ولا تقتصر الفائدة للطفل فقط، بل تشمل أيضاً المدربين وكل العاملين في مجال الموسيقا.
محطة مهمة
ورأى المدرب أدهم عسقول أن المهرجان محطة مهمة، لذلك قمنا باختيار المواهب الجيدة التي يمكنها المشاركة في مسابقات المهرجان، لكونه محطة في حياة الطفل، ولتقديم إمكانياته بالشكل الذي يليق بمنظمتنا، وأطفال سورية كانوا على الدوام متميزين في المسابقات العالمية، والمهرجان فرصة لهم لإبراز مواهبهم ولاكتساب المزيد من التجربة والخبرة أمام اللجنة المحكمة والجمهور والمشاركين.
وأشار أمين سر مكتب المسرح والموسيقا في فرع دمشق لطلائع البعث بشار زريقي إلى أهمية المهرجان كفعالية وطنية بامتياز، ومن خلال تضمينه قيماً سلوكية تربوية عبر أغان تحاكي الحياة وتساهم في نشر ثقافة الموسيقا، وتالياً المسابقات التي يشارك فيها الطلائعيون، والمهرجان فرصة للتعارف بين الأطفال ولاكتشاف المواهب من جميع المحافظات السورية.
رئيس لجنة الحكام: يمنح الثقة بالنفس للأطفال ويرتكز على جوانب علمية دقيقة
يمنحه الثقة بالنفس
بدوره رئيس لجنة الحكام نزيه أسعد بيّن أهمية المهرجان بمنحه الثقة بالنفس للأطفال المشاركين في المسابقات، خاصة أن المهرجان يرتكز على جوانب علمية دقيقة، كنا قد بدأنا بها منذ المهرجان الأول قبل ست سنوات، ووضعنا معايير لنعيد للأغنية الوطنية مكانتها وكذلك للأغاني التراثية والطربية والطفلية، ما يكسبه بعد سنوات عدة حالة نموذجية من الموسيقا والغناء الصحيح السليم تقوده لما يصبو إليه في المستقبل.
بدأ التحضير للمهرجان قبل ستة أشهر، والجميع كان متجاوباً في هذا المجال، وكان واضحاً أن هناك أصواتاً جميلة، ومن الطبيعي أن تكون هناك فروقات واضحة كما شاهدنا خلال البروفات، فالموهوبون يظهرون مباشرة منذ اللحظات الأولى للغناء، لكن ذلك لا يعني أن الطفل الأقل مستوى لا يمكنه الوصول إلى ذاك المستوى، لأنه بالتدريب المتواصل والمتابعة المستمرة سيصل إلى مكانة المتميز نفسها، وهذه رسالة لمدربي الموسيقا والفنون لمتابعة الأطفال الذين لديهم خامات صوتية وبحاجة للتدريب لتحقيق الأداء الصحيح.
المدربون: المهرجان محطة مهمة في حياة الأطفال
ونتعامل مع الأطفال بلغتهم التي يفهمونها ونساعدهم ليشعروا بالمتعة والمحبة ونمكنهم من الجانب الأكاديمي ليسيروا على خطا ثابتة.
وأضافت أمينة سر مكتب المسرح والموسيقا في فرع القنيطرة ناديا رمضان: من خلال الحصص الدرسية نتعرف على المواهب التي نقوم بالاهتمام برعايتها وتدريبها بالتواصل مع مدرسي ومدرسات الموسيقا في المدارس، والحرص على تأمين المؤلفين والملحنين لمساعدتهم، والمهرجان يأتي لدعم الطفل ويساهم في إبراز الأشياء الجميلة للأطفال الذين حرموا من الكثير خلال فترة الحرب على سورية، فكل طفل هو مستقبل سورية، والذي سنعتمد عليه في حياتنا مستقبلاً.
مدرسون
في حين أوضحت مدرسة الموسيقا دارين رمضان أنها تتعامل مع الأطفال كأنهم أولادها بحب وحنان وتحاول تشجيعهم على تعلم الموسيقا، لكننا نعاني من كثافة المنهاج الدراسي على حساب حصة الموسيقا، متمنية أن تلقى مادة الموسيقا المزيد من الاهتمام بشكل أكبر من الجهات المعنية.
وأشارت المشرفة في ريف دمشق شام خبايسي إلى مواهب الأطفال الجميلة وأصواتهم الحلوة، مؤكدة أن لديهم مستقبلاً جميلاً، وحرصها على تشجيعهم للوقوف على خشبة المسرح لتكون لديهم الثقة العالية.
ونوهت المدرسة إطلال بوشية إلى قيامها بالتدريب على مدار العام، وتعليم الأطفال كيف يغنون ويؤدون بشكل صحيح ويقرؤون النوطة ويسيرون مع الموسيقا، لكن المشكلة الأكبر تكمن في عدم توافر الأدوات المناسبة لإنجاز التدريبات بالشكل الأمثل.
وعبرت الطفلة زينة الحلبي من الصف الرابع عن سعادتها بالمشاركة في المهرجان بأغنية (يا فرحتنا) التي كتبها ولحنها الموسيقار جهاد الحجار، والتي تدربت عليها على مدار العام، وتتطلع لتكون بين الفائزين في المهرجان.
وشاركتها الفرحة لين شيني القادمة من القنيطرة والطامحة لتحقيق نتيجة جيدة في المهرجان.