شخصيات مكتوبة بحرفية عالية وجرعات مكثفة في مسلسل «الزند».. الفنان طارق عبدو يستنهض شخصية (خليل) بكل تقلّباتها وأوجاعها
تشرين- ميسون شباني:
مخزون من الموهبة طوّعه في خدمة الشخصية التي أدّاها عبر استنهاض جديد لمساحات واسعة في العمل الفني، تحوّل نوعي قام به الفنان الشاب طارق عبدو عبر جرعات من الواقعية المكثفة التي سكبها وتلاعب بتفاصيلها عبر شخصية “خليل” التي لعبها في مسلسل “الزند- ذئب العاصي” فكان أنموذجاً للشاب المثقف الثائر في وجه الظلم، والداعم لـ”عاصي” وللفلاحين الذين يرزحون تحت حكم الإقطاع.. مهمة “خليل” تكمن في تقديم كل ما هو متاح لتوعية الفلاحين والتعريف بحقوقهم بمساعدة من “عاصي”، إلّا أنه ولظروف معينة تذهب الشخصية لخطٍ درامي آخر مفاجئ يودي بحياته، ويكسب “خليل” بسببه تعاطف المشاهدين..
سيطرة واضحة
تمكّن الفنان عبدو من لفت الأنظار إليه بقوة حضوره وسيطرته الواضحة على شخصيته من جهة التعامل التقني مع الدور الدرامي والإمساك بتفاصيله والإلمام بكل مفرداته، واستطاع بكاركتره اللطيف وشكله المحبب ولهجته المتقنة أن يحقق بصمة خاصة عبر أحداث المسلسل، فـ”خليل” شخصية من لحم ودم سرّ براعته في كونه عاشها بكل لحظاتها، وبكل أوجاعها وتقلباتها، ويمتاز البناء الدرامي للشخصية ببنية مونودرامية متسارعة كل جزء منها له وقعه حتى عبر أدائه الصامت الذي بدا كمونولوج خاص به..
جرعة مكثفة للشخصية
ولدى سؤال الفنان طارق عبدو عن شخصية “خليل” الإشكالية التي كان لها خطّها المؤثر ضمن سياق المسلسل من ناحية المساحة وكيفية الاشتغال عليها بعيداً عن الورق؟ ، يجيب عبدو بأن الشخصية مكتوبة بحرفية عالية وبجرعة مكثفة ومؤثرة من قبل الكاتب عمر أبو سعدة، آمنت بأفعالها وسعيت لتقديمها بأفضل صورة ممكنة، خاصة أنني قرأت النص كاملاً وأعجبت به من كل جوانبه تقنياً ومضموناً، وبعد قراءة الشخصية تحمست للعمل عليها عبر إيجاد التفاصيل لها وعملت جاهداً لإيصالها بأمانة ودقة عاليتين .
اللهجة خيار موفق
وعن أهمية أن تكون الشخوص الدرامية واقعية وحياتية ودور اللهجة في إنجاح العمل؟، يقول عبدو: أعتقد أن ميزة “خليل” تكمن في كونه شخصية واقعية وجدية تحمل كمّاً من الإرث المعرفي والتوعوي.. له همومه ككل الشباب، تركيزه الشديد كان على رفع الظلم عن الفلاحين ومساعدتهم بكل السبل الممكنة للتخلص مما يعانونه.. وأضاف: بخصوص اللهجة أعتقد أنها كانت خياراً موفقاً أضافت خصوصية ومصداقية للعمل بشكل أكبر..
حكاية شائقة
وعن فكرة طرح البطل الشعبي ضمن الحكاية الدرامية يقول عبدو: سمة البطل الشعبي سمة محببة عند الجمهور بكافة أطيافه، والغاية من أي عمل درامي يحمل صفة الملحمية طرح حكاية شائقة، ضمن فضاءٍ جذّاب من الموروث الشعبي لتحقيق حالة من الجذب للمتابعة، وأعتقد أن العمل حقق هذه المقولة خاصة أن المشاهد يحتاج ما يمتعه ويفيده، لا على ما يستعلي عليه بالأفكار والتعقيد بالطرح، وأود أن أقول إن سامر البرقاوي مخرج مخضرم وله باع كبير في فن الإخراج، وفريقه الإخراجي فريق محترف ومدرب ومتناغم بشكل كبير وهو ما ساعد بشكل كبير على إنجاح العمل بكل تفاصيله..
محطات مهمة
الجدير بالذكر أن الفنان الشاب طارق عبدو قدم العديد من الأعمال المميزة والتي بدأها عام 2013 في مسلسل “حدث في دمشق، تحت سماء الوطن”، وقدم عام 2014 ثلاثة أعمال درامية متميزة “طوق البنات، بواب الريح، خواتم”، وبعده بعام “شهر زمان، دامسكو”، واقتصرت مشاركته عام 2016 على عمل واحد وهو “عابرو الضباب”، وتنوعت مشاركته الدرامية فيما بعد ليقدم أدواراً مهمة لعلّ أبرزها كان في مسلسل “أزمة عائلية” مع الفنان رشيد عساف والفنانة رنا شميس ولعب شخصية الشاب المخترع الذي يخلف وراءه الكثير من المصائب لأسرته وحمل العمل توقيع المخرج هشام شربتجي وقدم بعدها شخصية إشكالية في مسلسل “سلاسل دهب” وجسد فيه شخصية عادل المجرم المجـبر على فعل الشيء والذي يعيش حالة من تأنيب الضمير المستمر.. تلاه مشاركته في مسلسل “شوارع الشام العتيقة” وبعدها مسلسل “ناس من ورق”، وعلى صعيد السينما قدّم عدة أفلام مهمة من أبرزها: حرائق البنفسج، مسافرو الحرب، دمشق وحلب، يقظة..