ارتياح شعبي وتجاري لحملة إزالة البسطات في العاصمة الاقتصادية… وتأمين أسواق شعبية بديلة في المناطق ذاتها لأصحابها

تشرين- رحاب الإبراهيم:
بعد انتهاء عطلة العيد الطويلة، تفاجأ أهل حلب بشوارع مدينتهم “نظيفة” وخالية من البسطات وضجيجها وخاصة الواقعة بالقرب من الأسواق الشعبية المركزية، في حملة كبيرة استهدفت إزالة كل التعديات على الأشغال العامة، وسط ترحيب شعبي لهذه الخطوة التي طال انتظارها بعد كثير من المطالبات باتخاذها، نظراً لما كانت تسببه من ضرر كبير لجميع الأطراف بما فيه تشويه المنظر العام لمصلحة قلة من المستفيدين والمنتفعين.
قرار إزالة التعديات على الأشغال العامة التي حظى بدعم كبير من محافظة حلب يبدو أنه قرار مركزي وليس حكراً على مدينة حلب، التي تنفّست أسواقها المركزية الصعداء بعد تطبيق جدي وفعلي له
ولاسيما بعد إزالة كل المخالفات والبسطات المنتشرة في كل مكان وتخصيص أصحابها بأسواق شعبية قريبة، حيث تحدث عضو المكتب التنفيذي في محافظة حلب فضّل عدم ذكر اسمه بأن الحملة تشمل كل المناطق في مدينة حلب من دون استثناء وخاصة التي تتمركز فيها أسواق مركزية، حيث خصص أصحاب البسطات، التي كانت تشغل الأرصفة وتغلق الشوارع في أسواق شعبية في المنطقة ذاتها بشكل مجاني، كي لا يتم قطع أرزاقهم في ظل هذه الظروف المعيشية الصعبة ومنعاً لأي اعتراض من قبل أصحابها، الذين أبدوا رضاهم عن هذه الخطوة وخاصة البعض كان يضطر إلى دفع ما يدعى “خوة” لبعض الأشخاص من أجل الاستمرار في البيع بالمنطقة الموجودة بسطته فيها من دون مضايقات.
إزالة التعديات
“تشرين” التقت بعض أصحاب البسطات في منطقة باب جنين بالقرب من سوقها الشعبي الذي كان يشكل النقطة الأكثر إزعاجاً بخصوص ظاهرة البسطات وخاصة “المدعومة” والتي اضطرت الكثير من أصحاب المهن ممن يملكون عقارات أو مكاتب في المنطقة إلى تركها بسبب التجاوزات والتعديات على الأشغالات العامة والمضايقات التي يتعرضون لها من قبل ما يعرف بـ”مافيات” البسطات المعروفين بالاسم حسب أقوالهم، حيث أكد الرجل الستيني إبراهيم أبو بكري، “بائع خضار” أن الأمر لم يتغير عليه عند نقل بسطته إلى مركز الانطلاق القديم في سوق باب جنين، بعد تحويله إلى سوق شعبي يضم مئات الباعة، مشيراً إلى أن ذلك يحميه من الكثير من المضايقات أيضاً.
والأمر ذاته شدد عليه وفا جاكلكلي، الذي أبدى ارتياحه لهذه الخطوة، وتجميع جميع الباعة في مكان واحد فيقول: أقله نعمل تحت سقف يقينا المطر والبرد وأشعة الشمس الحارقة في الصيف، إضافة إلى بعض المنغصات من هنا وهناك، حيث كان يوجد من يقاسمنا أرزاقنا رغم العمل لتأمين لقمة العيش فقط.
لا تهاون
حملة إزالة التعديات على الأشغال العامة شملت مناطق عديدة لحد الآن كسوق باب جنين، وهو يعد من أكثر المناطق إشكالية، وسوق التلل، المختص ببيع الألبسة، حيث كان يشكو باعته من انتشار البسطات التي تمنع أصحاب المحال التجارية من العمل حسب شكواهم المستمرة، إضافة إلى مناطق الجميلية والإسماعلية والفيض والرازي والأعظمية وبستان القصر والأشرفية والشعار والفردوس وصلاح الدين وغيرها.
وعن هذه الحملة أكد المهندس يحيى الضو مدير مكتب متابعة المديريات الخدمية في مجلس مدينة حلب أن الحملة ستشمل جميع مناطق حلب من دون استثناء، ولن يكون هناك تهاون وتراجع عن إزالة التعديات على الأشغال العامة تحت أي ظرف، وخاصة بعد انتشارها على نحو غير مقبول يعطل حركة المرور ويشوه المنظر العام.
مهلة سابقة
وأشار إلى إعلام أصحاب البسطات بقرار إزالة البسطات وإعطائهم مهلة محددة من أجل نقلهم إلى سوق شعبي في المنطقة القريبة التي يعمل بها، علماً أنه تم تركهم يعملون خلال شهر رمضان وقبل العيد لكونه في هذه الفترة تحصل حركة تجارية نشطة بغية الحفاظ على لقمة عيشهم ومنع الأضرار برزقهم، لكن بعد انتهاء المهلة نقل أصحاب البسطات في كل منطقة إلى سوق شعبي قريب.
وعدّ أن إيجاد مكان لتجميع أصحاب البسطات في سوق شعبي منظم هو أمر بسيط على الجهات المعنية بحلب، بدليل تجهيز أماكن عديدة في العديد من المناطق وتحويلها إلى أسواق شعبية تستقطب عدداً كبيراً من أصحاب البسطات خلال وقت قصير، فمثلاً جهز مركز الانطلاق القديم بباب جنبن فوراً ونقل أكثر من 200 صاحب بسطة إلى هذا السوق، ما ساهم في تحقيق عدة أهداف دفعة واحدة، أولها قمع التجاوزات الحاصلة وتجميل المنطقة التي تقع وسط مدينة حلب وتأمين مكان مناسب لأصحاب البسطات من دون دفع أي رسوم بعد تقديم السوق بشكل مجاني.
تأمين بدائل
ولفت الضو إلى عدم وجود أي اعترض من قبل أي شخص على هذا القرار وخاصة أصحاب البسطات، الذين رحبوا في الفكرة وخاصة بعد تأمين بديل لهم والمحافظة على مصدر رزقهم، مبيناً أن الاعتراض كان من بعض المستفيدين من البسطات نظراً لتضرر مصالحهم، لكن حتماً لم يتم الإصغاء لهم ولن يتم التراجع عن قرار إزالة التعديات تحت أي ظرف في ظل وجود قرار حازم على قمعها.

وبيّن الضو أنه سمح لأصحاب المحال التجارية المرخصة بعرض البضاعة أمام محالهم بمعدل مترين من دون السماح بالتعدي على الأشغال للحفاظ على المنظر الجمالي لمدينة حلب ومنع عودة هذه التجاوزات مجدداً، مشدداً على أنه شخص يخالف هذا القرار سيتم إزالة المخالفة فوراً من دون إنذار بعد إعطاء مهلة سابقة بهذا الخصوص.

ت- صهيب عمراية

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار