زيارة تاريخية بتداعيات عالمية
تحظى زيارة السيد الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي إلى سورية بناء على دعوة من السيد الرئيس بشار الأسد بتاريخ 3/5/2023 ولمدة يومين بأهمية كبيرة على مستوى البلدين والمنطقة والعالم، وسيتم تناول كل الملفات السياسية والاقتصادية والمحلية والدولية وغيرها، وخاصة أنه يرافق السيد الرئيس الإيراني وفد اقتصادي كبير، ولذلك سيكون لهذه الزيارة نتائج إيجابية تنعكس على كل جوانب الحياة وخاصة في المواضيع التالية :
1) – تأتي الزيارة في وقت هام جداً ومليء بالمتغيرات السياسية بسبب تغير موازين القوى والصمود الأسطوري لسورية في مواجهة حرب مرّ عليها أكثر من اثني عشر /12/ سنة، وبعد أن اعترفت أغلب دول العالم بأن سورية تنوب عن العالم في مكافحة الإرهاب وتتمسك بالسيادة الوطنية وعودة العلاقات السورية مع أغلب بل أكثر الدول العربية إلى وضعها الطبيعي وآخرها الاجتماع الرباعي الذي حصل البارحة في العاصمة الأردنية ( عمان ) وضم وزراء خارجية /5/ دول وهي كلّ من [ الأردن والسعودية ومصر والعراق وسورية] وأيضاً بعد انعقاد مجلس التعاون الخليجي وبحضور مصر والعراق والأردن والذي ضم تسع /9/ دول وهي [ دول مجلس التعاون الخليجي الست ومصر والأردن والعراق ] ، وزيارة السيد وزير الخارجية الدكتور ( فيصل المقداد ) إلى كل من ( الجزائر وتونس ) .
2) – تأتي الزيارة استكمالاً للقاءات السابقة وكان اللقاء السابق بين السيدين الرئيسين بتاريخ 8/5/2022، وهذه الزيارة ستكون ذات نتائج إيجابية لكلا البلدين والشعبين وستكون لها تداعيات إيجابية على مستوى ( المنطقة والعالم )، وخاصة هذه أول زيارة الرئيس إيراني إلى سورية منذ الحرب على سورية بتاريخ 15/3/2011 وسيتم بحث كل العلاقات بين البلدين، وقد أعلنت إيران في كل مواقفها عن دعم سورية داخلياً في مواجهة الإرهاب، وخارجياً في المؤتمرات والمنتديات السياسية الداخلية والدولية، وقدمت الدعم الاقتصادية والسياسي والاجتماعي والعسكري لمواجهة كل المخططات الشيطانية ضد سورية . كما قدمت عدة ( خطوط ائتمانية ) لتأمين الاحتياجات السورية وخاصة من حوامل الطاقة، ونرجو تعزيز هذه التوجهات لتكون أكبر وترقى إلى المستويات الاستراتيجية.
3) – تتزامن الزيارة مع تسوية الأوضاع بين ( إيران والسعودية ) برعاية صينية، وأيضاً زيارة وزير الخارجية السعودية سمو الأمير فيصل بن فرحان آل سعود إلى دمشق وتعميق العلاقات بين سورية والإمارات وعمان والأردن.
4) -ستركز الزيارة على استكمال مسيرة النجاح التي تحققت سابقاً في مجال الأمن ومكافحة الإرهاب والمساهمة في إعادة الاعمار والتعاون في المجالات الهندسية والفنية وتعزيز الموقف من ناحية التصدي للعقوبات الجائر والتخفيف من آثار الإرهاب الاقتصادي من ( عقوبات وحصار ) مفروضين من طرف واحد ومخالفين للشرعية الدولية وميثاق الأمم المتحدة والشرعية الدولية ودعم محور المقاومة والتعاون مع محور مواجهة الإرهاب ودعم روسيا والصين في مواجهتهما للعنجهية الغربية وخاصة الأمريكية ودعم المنظمات الدولية مثل
“شنغهاي وبريكس ” للتخلص من هيمنة الدولار.
5) – ستركز الزيارة على تعزيز محور المقاومة والتصدي للاعتداءات ( الصهيو-أمريكية ) على البلدين وخاصة الاعتداءات الاسرائيلية على سورية ، والعمل لطرد القوى الاحتلالية من سورية والتصدي للانتهاكات الإسرائيلية للأراضي السورية.
6) -العمل لتطوير العلاقات الاقتصادية إلى مستوى العلاقات السياسية الاستراتيجية وخاصة في القطاعات الحيوية ومنها :
– تعزيز النقل بكل أنواعه بما يضمن انسياب السلع والخدمات.. إلخ وتوقيع عدة اتفاقات ولاسيما في مجال التعاون الاقتصادي، ولاسيما أن سورية تعيش أزمة اقتصادية من جراء النهب الأمريكي وقوى الاحتلال الأخرى لسورية، وقد كانت إيران مساعداً كبيراً لسورية خلال سنوات الحرب لتجاوز الكثير من المشاكل الاقتصادية وتجسد هذا بتأمين خطوط ( ائتمانية ) ولاسيما لحوامل الطاقة واستكمال خطوط النقل بين البلدين عبر العراق.
– تطوير العلاقات الاقتصادية إلى مستوى العلاقات السياسية وتعزيز التعاون في مواجهة ( الإرهاب الاقتصادي ) الأمريكي المتضمن كلاً من ( العقوبات والحصار ) الاقتصاديين الجائرين المفروضين من طرف واحد وبما يخالف الشرعية الدولية وقرارات الأمم المتحدة، ونرجو أن يتم التعامل بالعملات المحلية وتأسيس بنوك مشتركة وشركات استثمارية ووضع خرائط استثمارية مستقبلية تكمل الاتفاقيات السابقة وتجدد لواقع اقتصادي أفضل في المستقبل القريب.
– تعزيز التبادل والمبادلات التجارية وانفتاح السوقين على بعضهما بعضاً و(تصفير الرسوم الجمركية) بما يسهل انسياب السلع والخدمات والخبرات ورؤوس الأموال بين البلدين ويحقق التكامل بين السوقين وتنفيذ قرارات تتعلّق بإعادة الإعمار وتدشين مشاريع اقتصادية عدة من قبل القطاع الحكومي والخاص وتفعيل (مجلس الأعمال السوري الإيراني والغرفة التجارية المشتركة) وزيادة الاستثمارات وخاصة
في مجالات ( الطاقة والكهرباء والنفط والسياحة والنقل والزراعة والصناعة والمالية والثقافة والتأمين والمصارف والجمارك والتنمية العمرانية والإعلام والسينما والاستشعار عن بعد).
7) البحث في الملفات التي تخص البلدين ومنها (اجتماع اللجنة الدستورية واللقاءات ومستقبل العلاقات السورية التركية والموقف من الحرب الروسية الناتوية على الأرض الأوكرانية والتمدد الصهيوني ضد البلدين وحول إيران مثل أذربيجان وغيرها والمتغيرات الدولية من جراء تغير موازين القوى العالمية ومستقبل اجتماعات استانة وإيران عضو ضامن …الخ ) .
8) -الاتفاق على التنسيق في كل المواقف الإقليمية والدولية وفي الأمم المتحدة وبما يدعم موقف البلدين في مواجهة قوى الاستكبار العالمية والمحاولات الأمريكية لاستمرار القطبية الأحادية والدعوة إلى مجتمع متعدد الأقطاب قائم على السيادة والاستقلال والكرامة وحق الشعوب في تقرير مصيرها.
9) -سيحظى الجانب السوري بالكثير من الاهتمام وتوجيه رسالة للعالم بدعم الموقف السوري في طرد كل القوى الاحتلالية من سورية والتي أتت من دون موافقة الدولة السورية وسيطرة الحكومة السورية على كل مواردها واستغلالها لمصلحة الشعب السوري.
10) – دعم الموقف الإيراني في مباحثاته النووية والتي انسحبت أمريكا منه مخالفة العقود والتوقيع للدول الدائمة العضوية وألمانيا ( أي 4+1) على الاتفاق ولكن الإدارة الأمريكية ضربت عرض الحائط بكل هذه الاتفاقيات.
نتوقع أن تكون نتائج الزيارة وتداعياتها وعلى كل المستويات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والأمنية وتعزيز السلم والأمن العالميين وعلى مستوى البلدين والمنطقة والعالم إيجابية.
اقرأ أيضاً:
المشهد الإقليمي بالتوقيت السوري- الإيراني… ثوابت ورسائل غير قابلة للتجيير والتحريف