علاقات نوعية ومميزة

تأتي زيارة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي الى دمشق لتؤكد من جديد عمق العلاقات السورية الإيرانية وخصوصيتها فمنذ حوالي أربعين عاماً ومع انتصار الثورة الإيرانية المجيدة دشن البلدان علاقات خاصة وراسخة استمرت من دون انقطاع وبزخم إيجابي متواصل قلّ نظيره ، وطوال هذه الفترة لم تضعف هذه العلاقات أو تتراجع بل بقيت محافظة على تقدمها نحو الأمام محققة للبلدين القوة والمنعة والتطور في مجالات كثيرة.
ولعلّ أكثر ما يميز هذه الزيارة أنها تأتي في ظل بداية انفتاح كبير بين دول المنطقة وإيران كانت سورية تدعو إليه وتعمل على تحقيقه ولذلك كانت أول المرحّبين بنجاح الوساطة الصينية بين إيران والمملكة العربية السعودية والتي أشاعت أجواء مريحة ونزعت فتيل التوترات والتشنجات التي استمرت سنوات طويلة تنشر في سماء المنطقة الكدر والغيوم السوداء.
تمسكت سورية بالعلاقات الوثيقة مع إيران ووقفت بوجه محاولات تخريبها أو القطيعة معها، وكانت تطرح دوماً أن ما يجمع الدول العربية وإيران أكثر بكثير مما يفرق بينهما وأثبتت السنوات الطويلة صحة الرؤية السورية وفشلت فتن الكيان الصهيوني في تكريس المقاطعة مع إيران وفي تحويل إيران إلى عدو للأمة العربية وعدّ الصراع الأساسي في المنطقة بين العرب وإيران وليس بين العرب والكيان الصهيوني.
زيارة السيد رئيسي لسورية في ظل التطورات المستجدة تكتسب أهمية كبيرة فهي ستؤسس لمرحلة جديدة ليس على مستوى العلاقات بين سورية وإيران وإنما بين إيران ودول المنطقة وإنّ الخاسر الأكبر من هذه العلاقة هو الكيان الصهيوني وإن الهمّ الرئيس لهذا الكيان كان ولا يزال إبعاد ايران عن العرب وتخلي الدول العربية عن القضية الفلسطينية والاستفراد بالشعب الفلسطيني.
تحملت سورية الكثير للمحافظة على علاقة متينة مع إيران، ووقف بوجه محاولات كثيرة لتحويل الصراع العربي الإسرائيلي إلى صراع عربي إيراني، بل وجعل هذا الصراع هو الصراع الرئيسي في المنطقة،، وهذه أكبر مؤامرة على القضية الفلسطينية، واليوم بدأت الأمور تعود إلى نصابها، وبدأ الحراك باتجاه العودة إلى روح التضامن والتعاون بين الدول العربية مع عودة سورية إلى محيطها العربي.
tu.saqr@gmail.com

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار