ضيفاً عزيزاً كريماً

يحلّ الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، غداً، ضيفاً عزيزاً كريماً على سورية وأهلها لمدة يومين، يرافقه في هذه الزيارة وفد رفيع المستوى، حيث من المتوقع أن يكون جدول أعمال رئيسي بزيارته إلى دمشق مزدحماً بالقضايا الاستراتيجيّة التي ستتصدّر مباحثاته مع السيد الرئيس بشار الأسد، إلّا أن هذه الزيارة تحمل في طياتها العديد من الدلالات، ليس لأنّها الزيارة الأولى لرئيسٍ إيراني منذ إعلان الحرب العالمية على سورية عام 2011، وإنما لأنها تأتي في ظل مجموعة متغيرات إقليمية ودولية، وتأتي أيضاً في وقت تقف فيه منطقة الشرق الأوسط على حافّة تغييرات سياسية جذرية، وبخريطة تحالفاتٍ جديدة، تجعل من فهم سياق هذه الخطوة أمراً ضرورياً لمعرفة أبعادها ونتائجها المتوقعة.
هذه الزيارة التي يمكن القول إنها تاريخية، تأتي مع تغير المشهد السياسي لمصلحة شعوب المنطقة على حساب المشروع الصهيوني- الغربي الذي يعيش أوقاتاً عصيبة.
فإقليمياً.. إذا ما تم وضع هذه الزيارة في هذا السياق، فهي تأتي في خضم الانفتاح العربي المتزايد على سورية، والزيارات المتبادلة لوزير الخارجية السوري إلى دول عدة وعقد اجتماعات مع نظرائه، وزيارة وزير الخارجية السعودي إلى سورية، وأيضاً في ظل سعي تركي للانفتاح على الحكومة السورية، وطيّ صفحة الحرب.
كما تأتي هذه الزيارة بعد الاتفاق الإيراني – السعودي على إعادة استئناف العلاقات بينهما، والسعي لخفض التصعيد في مختلف الساحات، وبعد فشل الحرب التي شنها المحور الأمريكي على إيران، وثبات الأخيرة على موقفها فيما يخص المفاوضات النووية.
سورية وإيران كانتا دائماً حليفين على الرغم من محاولات المجتمع الدولي وبعض العرب قطف ثمار الصمود السوري، دولة وشعباً، من بوابة إبعاد سورية عن حليفها الإيراني، لكن دمشق لا تزال هي الحليف الاستراتيجي لطهران كما هي طهران بالنسبة لدمشق، ويسجّل يوماً بعد يوم المزيد من الثبات والممانعة والقدرة على تغيير المعادلات في الوقت المناسب.
جلّ المعطيات اليوم تؤكد أن هذا التحالف وهذه العلاقات هي بمنأى عن التشوهات التي يحاول أن يرمي بها البعض في محاولات فاشلة لزرع الخلاف، فالتجربة على أرض الواقع، وفي مختلف الميادين، وعلى مدى أكثر من عقد تشير إلى تماسك هذا التحالف والتمسك بالثوابت المشتركة والتوافق على الصمود في خندق واحد مع الحفاظ على مبدأ عدم التدخل في السياسات الداخلية والقرارات السيادية.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار